ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد تهديدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ اليوم في سوق التداولات العالمية، حيث جاءت هذه القفزة مدفوعة بتصاعد الأوضاع الجيوسياسية وتعزيز التوترات على الجبهة العالمية، إلى جانب تراجع الدولار أمام العملات الدولية الأخرى، وتعكس هذه الزيادة اهتمام المستثمرين بالذهب كملاذ آمن في ظل الظروف الراهنة المضطربة.

أسعار الذهب تتأثر بالتوترات الجيوسياسية

شهد سعر الذهب ارتفاعًا ملحوظًا حيث قفز في المعاملات الفورية بنسبة 0.9% ليصل إلى 3319.13 دولاراً للأونصة، وبالمثل، صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 0.7% لتبلغ حوالي 3315.00 دولاراً، وجاء هذا الصعود مرتبطًا بتصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، فقد شهدت الأحداث تصعيدًا شديدًا، بما في ذلك هجمات بالطائرات المسيّرة وانفجارات داخل الأراضي الروسية، إذ ظل المستثمرون يطالبون بهذا المعدن النفيس للتحوط في ظل ازدياد المخاوف العالمية.

تراجع الدولار وأثره على أسعار الذهب

انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.1% أمام سلة من العملات الرئيسية ما جعل الذهب أقل تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأجنبية، إذ إن تراجع الدولار يؤدي عادة إلى دعم أسعار الذهب، خاصة في ظل الأزمة الحالية التي دفعت المراقبين والمستثمرين للتركيز بشكل أكبر على التجارة العالمية، فقد أعلن الرئيس الأمريكي نواياه بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم مما يُزيد الضغوط الاقتصادية ويؤثر على الاتجاهات السعرية للذهب.

تحليل تأثير الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب

يتوقع المحللون والمستثمرون أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بتخفيض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال العام الحالي، وتحديداً بدءًا من شهر أكتوبر، إذ يعكس ذلك توجه البنك المركزي نحو دعم الاقتصاد بطريقة مستدامة، ومع هذا التوجه المتوقع، فإن تخفيض الفائدة قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب كبديل للودائع والسندات منخفضة العائد خاصة مع التوترات المتزايدة عالميًا.

تأثير البيانات الاقتصادية على الذهب

ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي السنوي في الولايات المتحدة بنسبة 2.1% خلال شهر أبريل الماضي، ورغم أن هذه النسبة جاءت أقل من التوقعات التي كانت عند 2.2%، إلا أن هذه المؤشرات الاقتصادية دائمًا ما تكون لها انعكاسات على حركة الذهب الدولية، حيث ينظر الكثيرون إلى هذه المؤشرات عند تقييم اتجاه السوق العام وخاصة في تغيرات العملات والمعادن الثمينة، إذ يرتبط الذهب ارتباطاً وثيقًا بالحالة الاقتصادية العامة.

مستقبل الذهب في ظل الأوضاع الحالية

يُتوقع أن تبقى أسعار الذهب تحت الضغط الإيجابي نظرًا للمخاوف الاقتصادية العالمية، إذ لا تبدو الأزمة الاقتصادية العالمية في طريقها إلى التراجع أو الاستقرار، بل تعتمد بشدة على تطور الأحداث الجيوسياسية بين عدد من الدول، لا سيما الحرب الروسية الأوكرانية؛ وبذلك يبقى الذهب وجهة آمنة تُفضلها الأسواق والمستثمرون في مواجهة الضغوط الاقتصادية الكبيرة والسياسات التي تُهدد استقرار العملات.