«طلب متزايد» أسعار الذهب ترتفع مع تزايد المخاوف من الرسوم الجمركية

أسعار الذهب تشهد تقلبات ملحوظة، ويرجع ذلك في كثير من الأحيان إلى تطورات الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على قرارات المستثمرين والأسواق المالية. يوم الاثنين، ارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير مع تصاعد الحرب الروسية في أوكرانيا، إلى جانب إعلان الرئيس الأمريكي خطة لزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، مما أسهم في تعزيز الطلب على المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا.

أسعار الذهب اليوم

في ظل هذه التطورات، حقق الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في المعاملات الفورية بمعدل 0.7%، حيث وصل سعر الأوقية (الأونصة) إلى 3311.33 دولارًا بحلول الساعة 04:16 بتوقيت غرينتش، كما شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة ارتفاعًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 3335.40 دولارًا. تدفقات المستثمرين نحو الذهب تعكس مستوى القلق حيال التوترات العالمية وتأثيرها على الأسواق.

تصريحات ترامب وتأثيرها على أسعار الذهب

أعلن الرئيس الأمريكي خططًا لمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من 25% إلى 50%، وهو ما أثار تحذيرات شديدة من المفوضية الأوروبية استعدادًا لاحتمالية الرد، الأمر الذي رفع من حدة عدم الاستقرار التجاري، وبالتالي عزز الطلب على الذهب كخيار استثماري آمن. مثل هذه الرسوم تساهم بشكل مباشر في زيادة التوترات التجارية، مما يضع الأسواق في حالة من القلق.

دور بنك الاحتياطي الفيدرالي في تحديد أسعار الذهب

الأسواق تترقب بشدة التصريحات المرتقبة لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول ومسؤولين آخرين في البنك، حيث تؤثر هذه التصريحات بشكل مباشر على آفاق السياسة النقدية. أفاد محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر أن خفض أسعار الفائدة قد يكون خيارًا محتملاً في وقت لاحق، خاصة مع ضغط التعريفات الجمركية على مستويات الأسعار. السياسة النقدية وأسعار الفائدة المنخفضة تعد عاملاً رئيسيًا في استمرارية جاذبية الذهب بين المستثمرين.

الذهب ملاذ آمن في الأزمات

لطالما كان الذهب ملاذًا آمنًا في فترات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، إذ يحقق طلبًا قويًا عندما يتزايد عدم اليقين بشأن الاستقرار المالي أو السياسي العالمي. هذه العلاقة الوثيقة بين الذهب وسعر الفائدة تدعم بشكل كبير جذب المستثمرين نحو المعدن الأصفر عند انخفاض تكاليف الاقتراض.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم تقتصر التحركات الإيجابية على الذهب فقط، بل ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 33.08 دولارًا للأوقية، بينما شهد البلاتين انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 1051.63 دولارًا. من ناحية أخرى، تراجع البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 967.62 دولارًا. الأداء المتباين للمعادن النفيسة الأخرى يعكس تأثرها بعوامل السوق المختلفة لكنها لا تزال تشكل خيارات استثمارية قوية.