مركز معلومات الوزراء يسلط الضوء على فرص التحول للطاقة الشمسية في مصر

أصبحت مصر واحدة من الدول الرائدة في التحول نحو الطاقة الشمسية، إذ فتحت هذه الخطوة آفاقًا واسعة للتنمية المستدامة والاقتصاد الأصفر. فقد أشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أن الدولة المصرية تعمل على تنويع مصادر الطاقة لضمان استدامة الموارد، حيث تم إطلاق استراتيجيات تدعم الطاقة الشمسية كواحدة من أبرز مصادر الطاقة المتجددة، مستفيدة من وفرة الإشعاع الشمسي والمناخ الملائم لتوليد الكهرباء النظيفة، مما يعزز التوجه العام نحو تحقيق الأهداف التنموية.

فرص التحول نحو الطاقة الشمسية في مصر

تعد الطاقة الشمسية إحدى الركائز الأساسية لتأمين مستقبل مستدام في مصر، حيث تتضمن الاستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة زيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول 2030. يشكل هذا توجهًا جديدًا نحو استغلال المساحات الصحراوية الشاسعة لتأسيس محطات إنتاج كبرى والنهوض بتكنولوجيا الطاقة الشمسية. أيضًا تسهم الظروف المناخية المصرية، مثل شدة الإشعاع الشمسي على مدار العام، في تعزيز إمكانيات البلاد للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة.

مزايا الاقتصاد الأصفر وسوق الطاقة الشمسية

يمثل الاقتصاد الأصفر فرصة اقتصادية وتقنية لمصر، حيث يعزز قطاع الطاقة الشمسية توليد مصادر طاقة تعتمد على التكنولوجيا المتطورة، مما يقلل من انبعاثات الكربون ويوفر وظائف جديدة. وفقًا للبيانات، بلغت نسبة مساهمة الطاقة الشمسية 2.3% من إجمالي الطاقة المنتجة خلال العام المالي 2022/2023، مع نمو متزايد في القدرات الإنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت تقارير أخرى أن استثمار القطاع الخاص في مجال الطاقة الشمسية بدأ يشكل جزءًا كبيرًا من التحول للأنظمة الكهروضوئية كحلول مبتكرة لتوليد الكهرباء.

مشروعات دعم الطاقة الشمسية في مصر

  • إطلاق مشروع “نظم الخلايا الشمسية Egypt-PV” لتوطين الإنتاج المحلي للألواح الشمسية.
  • إنشاء مصانع متخصصة مثل مصنع السيليكون بالعلمين الجديدة لدعم قطاع الألواح الشمسية.
  • تنفيذ 8 محطات كبرى بقدرة إجمالية تبلغ 2644 ميجاوات، بالإضافة إلى مشروعات أخرى قيد التنفيذ.
  • التعاون مع منظمات دولية مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

تحفيز الاستثمار والشراكات الدولية

لجذب الاستثمارات في مجال الطاقة الشمسية، قدمت مصر مزايا جمركية لتكاليف المعدات، وأتاحت الأراضي اللازمة لمشروعات الطاقة المتجددة، كما عمدت إلى تقديم برامج تمويلية مثل مبادرة “نوفى”، التي وفرت تمويلًا بقيمة 2.18 مليار دولار لتطوير مشروعات الطاقة النظيفة. كما وقعت مصر شراكات مع التحالف الهندي للطاقة الشمسية وبرامج تابعة للأمم المتحدة لتحفيز الابتكار وتعزيز عمليات التصنيع المحلي.

آفاق سوق الطاقة الشمسية في مصر

أصبح قطاع الطاقة الشمسية محط أنظار المستثمرين، إذ سلطت مؤشرات دولية مثل مؤشر (RECAI) الضوء على جاذبية السوق المصري من حيث استثمارات الطاقة الشمسية. من المتوقع أن يسجل هذا السوق معدل نمو يبلغ 9.05% خلال الأعوام المقبلة بفضل السياسات الداعمة وقوة الطلب المتزايد على الطاقة. كما ساهم إنشاء مشاريع محلية ودولية في تعزيز قدرة مصر على تصدير الطاقة النظيفة وتلبية الاحتياجات المحلية للمناطق النائية.

دور الطاقة الشمسية في التنمية المستدامة

تسهم الطاقة الشمسية في تحقيق العديد من الأهداف التنموية التي تشمل تحسين المستوى المعيشي وتوفير الكهرباء لقطاعات مختلفة مثل الري والصناعة والمنازل. كما تلعب دورًا في توفير الوظائف، حيث حققت الطاقة الكهروضوئية وحدها نموًا وظيفيًا كبيرًا بنسبة 40% من إجمالي الوظائف النسائية العاملة في قطاع الطاقة المتجددة عالميًا، مما يعكس التأثير الإيجابي لهذه التقنية على تحقيق المساواة الاجتماعية والاقتصادية.

فرص التوسع في السوق المحلية للطاقة المستدامة

توفر مصر إمكانيات إضافية تتمثل في استغلال الموارد الطبيعية مثل الرمال السيليسية الممتازة لتصنيع الخلايا الشمسية، بالإضافة إلى تأسيس برامج تدريبية لتأهيل الكوادر الفنية، مما يدعم قدرة الدولة في تحقيق استدامة تكنولوجية طويلة الأمد. علاوة على ذلك، توفر سياسات تحفيز الاستثمار مرونة أكبر لاستقطاب التمويل الدولي لتنفيذ مشروعات جديدة وتحسين البنية التحتية، وتعزيز الاعتماد على نظم الطاقة الشمسية.