«أسباب مفاجئة» أسعار الذهب ترتفع عالميًا بفعل الأوضاع الجيوسياسية والتجارية

ارتفع سعر الذهب بشكل ملحوظ بعد أن سجل انخفاضاً بنسبة 2% خلال الأسبوع الماضي، ويعود هذا الارتفاع إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية التي دفعت المستثمرين إلى الإقبال على الذهب باعتباره أحد الأصول الآمنة وسط الأزمات الاقتصادية والسياسية، ويُظهر هذا التوجه زيادة الاهتمام بالسوق المرتبط بالمعادن الثمينة.

سعر الذهب والتوترات الجيوسياسية

شهد الذهب صعوداً بنسبة 0.8% في التداولات الآسيوية الأخيرة مدفوعًا بالأحداث العالمية، حيث نفذت أوكرانيا هجمات بواسطة الطائرات المسيرة داخل الأراضي الروسية، مستهدفة مطارات عسكرية في مناطق بعيدة مثل شرق سيبيريا، تتزامن هذه الأحداث مع إحدى الهجمات الروسية الكبرى على كييف قرب انعقاد محادثات سلام مهمة خلال الأسبوع الجاري، مما أدى بدوره إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل هذه التوترات.

الذهب وردود الفعل التجارية

لم تكن التوترات الجيوسياسية وحدها العامل المؤثر في ارتفاع سعر الذهب، فقد أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب جدلاً واسعاً بعد تعهده بمضاعفة التعريفات الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم الأجنبية إلى 50%، الأمر الذي أشعل مخاوف من ردود فعل انتقامية، على سبيل المثال حذر وزير الصناعة الكندي من عواقب اقتصادية محتملة، وزادت هذه التصريحات من مخاوف الأسواق فيما يتعلق بالهدنة التجارية الهشة بين الصين والولايات المتحدة بعد اتهام الصين بخرق اتفاقيات تم التوصل إليها مؤخراً.

الذهب يحافظ على مكانته الاستثمارية

تمكن الذهب من استعادة مكانته كملاذ آمن للمستثمرين بعد انخفاض طفيف خلال الفترة السابقة، حيث يتداول حالياً بأسعار قريبة من 3313 دولاراً للأونصة مدعوماً بتوقعات إيجابية بشأن مستقبله، في هذا السياق، أوضح بنك “غولدمان ساكس غروب” أن الذهب يظل استثماراً مهماً خاصة كوسيلة للتحوط ضد التضخم وتأمين استقرار المحافظ الاستثمارية على المدى الطويل، بالرغم من أن المعدن الأصفر سجل سابقاً مستوى قياسياً غير مسبوق تجاوز 3500 دولار للأونصة في أبريل.

أداء المعادن الأخرى وأسواق العمل

إلى جانب ارتفاع سعر الذهب، سجلت بقية المعادن الثمينة مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم ارتفاعاً طفيفاً في قيمتها مع تفاؤل المستثمرين حيال استمرار الطلب عليها، في ضوء ذلك، تتوجه الأنظار نحو مؤشرات سوق العمل الأمريكية التي سيتم إصدارها خلال الأسبوع الجاري، ومن أبرزها تقرير الوظائف لشهر مايو الذي سيساهم في تحديد ملامح السياسة النقدية على المدى القريب، مما قد ينعكس على أداء الذهب أيضاً.

تحليل أداء الذهب في الأسواق العالمية

يرتبط الذهب بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متداخلة مما يجعله عرضة للتأثر المباشر بالتطورات العالمية، إن الأحداث المتسارعة مثل الصراعات السياسية وقرارات التعريفات الجمركية تؤدي إلى زيادة الإقبال عليه، مما يوضح أهميته كأداة تحوط رئيسية تدعم استقرار الاقتصاد أثناء فترات الأزمات، وبناءً على المؤشرات الحالية، من المرجح أن يواصل الذهب تحقيق ارتفاعات ملحوظة في المستقبل القريب مع استمرار العوامل الداعمة له.