«قفزة جديدة» أسعار الذهب ترتفع وسط مخاوف الرسوم الجمركية والبحث عن الأمان

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً مع بداية الأسبوع، بالتزامن مع استعار التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا وتحركات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاقتصادية التي شملت الإعلان عن زيادة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم، وهو ما دفع العديد من المستثمرين إلى اللجوء للذهب باعتباره ملاذاً آمناً؛ حيث صعد سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.5% ليبلغ 3305.85 دولار للأونصة.

ارتفاع أسعار الذهب في ظل الأزمات العالمية

شهدت عقود الذهب الأميركية الآجلة أيضاً ارتفاعاً لافتاً بنسبة 0.4% مسجلة 3329.80 دولار، وجاء هذا الصعود كاستجابة مباشرة لتراجع الدولار الأميركي الذي انخفض مؤشره بنسبة 0.2%، ما جعل الذهب خياراً أكثر جذباً للمستثمرين الخارجيين؛ حيث أكد الخبراء أن انخفاض الدولار يدعم الذهب بشكل عام، وقد أضاف تيم ووتر، كبير محللي السوق في KCM Trade، أن تصاعد المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية أعطى دفعة إضافية للأسعار.

تأثير التوترات الروسية الأوكرانية في أسعار الذهب

خلقت التوترات بين روسيا وأوكرانيا بيئة مقلقة في الأسواق العالمية، مع تصعيد مستمر يترافق مع جولات جديدة من الهجمات وتمركز المفاوضات في إسطنبول، حيث يُعتبر الوضع الروسي الأوكراني من أبرز العوامل التي دفعت إلى ارتفاع الطلب على الذهب؛ وبالتزامن مع ذلك، فإن ردود الأفعال الدولية مثل تحذيرات المفوضية الأوروبية من خطوة ترامب لزيادة الرسوم الجمركية عمقت من حالة القلق العام، مما أدى إلى تزايد التوجه نحو الذهب.

دور السياسات النقدية في القطاع المالي

يراقب الخبراء عن كثب كلمات وتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث تسهم هذه التصريحات في تحديد الاتجاهات المستقبلية للاقتصاد، مع تأكيد على أن الذهب يرتبط عادةً ببيئات أسعار الفائدة المنخفضة لأنها تقلل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بأصول غير مدرة للدخل مثل الذهب، وقد أشار عضو الاحتياطي كريستوفر والر إلى احتمالية خفض الفائدة مستقبلاً مما يعزز الطلب على الذهب.

أسعار المعادن الأخرى وتأثيراتها

في موازاة ارتفاع أسعار الذهب، تستقر بعض المعادن الأخرى مثل الفضة التي بقيت على حالها عند 32.99 دولار للأونصة، بينما انخفض سعر البلاتين إلى 1049.72 دولار بتراجع نسبته 0.6%، أما البلاديوم فقد سجل انخفاضاً بنسبة 0.5% إلى 965.77 دولار؛ ومن جانب آخر، تمثل المعادن النفيسة جزءاً هاماً من ميزان السوق حالياً في ظل التوترات المستمرة.

الذهب كملاذ آمن

يعكس الصعود في أسعار الذهب الأهمية المستمرة له كملاذ آمن خلال المراحل التي تزداد فيها الشكوك السياسية والاقتصادية على حد سواء، وهذا ما يدفع المستثمرين لتعديل محافظهم الاستثمارية وتحويل أصولهم إلى الذهب، سواء في ظل التوترات التجارية الناشئة بين الولايات المتحدة والصين أو الاضطرابات الناتجة عن النزاعات الجيوسياسية الممتدة، ويُتوقع أن تظل الأسواق في حالة ترقب لأية مستجدات.