وطن يصرخ في مواجهة موجة غياب القيم: رسالة لإنقاذ المبادئ والأخلاق

في شهر رمضان المبارك، وبين زخم الأعمال الدرامية، أطلقت مصر صوتًا صارخًا، صوت رئيسها الذي جسد قلقه من الانحدار الملحوظ في القيم المجتمعية نتيجة ما يعرض على الشاشات. كان هذا الصوت بمثابة نداء وطني يتجاوز التوجيهات ليعبر عن قلق أب على مجتمعه وأبنائه. فقد أصبحت الدراما مساحة لا تخلو من المشاهد والألفاظ التي تهدد هوية الشعب وتقاليده.

خطورة الدراما على قيم المجتمع

تؤثر الأعمال الدرامية بشكل مباشر على المجتمع من حيث تشكيل وعي المشاهدين وسلوكياتهم. الأمثلة على ذلك متعددة، وأحدثها جريمة راح ضحيتها شاب قُتل بدم بارد مستوحياً المشهد من مسلسل رمضاني سابق. هذا الحادث المفجع تسلط عليه الضوء باعتباره أكثر من مجرد مأساة فردية، ولكنه يعكس انعكاسًا مؤسفًا لما يمكن أن تفعله الدراما عندما تفقد رسالتها التربوية. لذلك، فإن ارتباط الدراما بترويج العنف يجعلها شريكًا في ارتفاع معدلات الجريمة داخل المجتمع.

الرئيس السيسي ودوره في الدفاع عن الهوية

لم يكن صوت الرئيس السيسي مجرد دعوة عابرة بل كان دليلاً على إدراكه المحوري لدور الفن في تشكيل ثقافة الشعوب وهويتها. تدخل السيسي يعكس مسؤوليته كقائد يعلم أهمية القيم الأخلاقية في بناء أمة قوية ومستقرة، وأكد على ضرورة تحميل صناع الدراما مسؤوليتهم تجاه المجتمع. إن فكرة تقديم أعمال هادفة تعزز الهوية المصرية أصبحت توجيهًا مهمًا لصناعة الفن التي يجب أن تسعى للارتقاء بالمشاهد العربي عمومًا والمصري خصوصًا.

مستقبل الدراما بين التحديات والحلول

ولتنفيذ توجيهات القيادة، شرع الدكتور مصطفى مدبولي في إطلاق خطوات عملية، أبرزها تشكيل لجان مختصة لصياغة مستقبل جديد للدراما. بتعاون الشعب والدولة، يمكن أن تصبح الدراما وسيلة لبناء الوعي المجتمعي ونشر القيم الراقية بدلاً من التأثير السلبي. مستقبل الدراما المصرية يقع في أيدي المسؤولين وصناع الفن، والفرصة قائمة لتحويل الشاشة من منبر للمراهقة الفكرية إلى مصدر إلهام وارتقاء ثقافي يخدم المجتمع المصري وأجياله القادمة.