عاصفة الإسكندرية تسفر عن واقعة إنسانية.. مسعف من الهلال الأحمر يتمكن من إنقاذ طائر

الهلال الأحمر المصري قام بتقديم نموذج حي للجهود الإنسانية والاحترافية خلال مواجهة عاصفة الإسكندرية، العاصفة بدأت صباح السبت وكانت التوقعات تشير إلى تغير كبير في حالة الطقس بمحافظة الإسكندرية حسب ما صرّح ولي الدين سعودي، قائد فريق الإنقاذ بالهلال الأحمر المصري، حيث انطلقت الاستعدادات بفاعلية قبل 24 ساعة من بدء العاصفة بناءً على تعليمات من غرفة العمليات المركزية، وظلت الفرق الإنقاذية على أهبة الاستعداد تحسبًا لأي طارئ.

جهود الهلال الأحمر المصري خلال عاصفة الإسكندرية

في ظل جاهزية الهلال الأحمر المصري لمواجهة عاصفة الإسكندرية، تم تنفيذ خطة ميدانية استباقية تهدف إلى تقليل مخاطر الكارثة، فقد تم توزيع فرق الإنقاذ في الشوارع مع تحديد واضح للمهام الخاصة بكل وحدة داخل الفريق، رغم أن العاصفة وأثارها كانت أكبر من المتوقع، إلا أن الخطط المعدة مسبقًا أظهرت نجاحًا كبيرًا في التعامل السريع مع الموقف، وضمان تقديم المساعدة الفورية في المناطق المتضررة.

إطلاق مبادرة “متطوع في كل شارع” ودورها في عاصفة الإسكندرية

الهلال الأحمر المصري استفاد من مبادرة “متطوع في كل شارع”، وهي خطوة حيوية تم إطلاقها منذ بداية جائحة كورونا، لضمان تواجد متطوع قادر على توفير المعلومات الملحة حول أي كارثة في المناطق المختلفة، وخلال عاصفة الإسكندرية، تمكن فريق الهلال الأحمر من الوصول السريع للحوادث وتعزيز الاستجابة السريعة بناءً على البلاغات التي ترد من هذه الشبكة المتميزة، وظهر ذلك بوضوح في حالات الإنقاذ مثل نفق سيدي بشر الذي شهد جهودًا بارزة.

إنقاذ التوكتوك والطائر أثناء العاصفة

من أبرز مواقف الهلال الأحمر المصري خلال عاصفة الإسكندرية كان عملية إنقاذ التوكتوك في نفق سيدي بشر، حيث استجاب الفريق لبلاغ عن غرق توكتوك مع السائق الذي فقد الأمل في إنقاذ مركبته خلال التغيرات المناخية العنيفة، وتم استخدام سيارات الدفع الرباعي وسلسلة إنقاذ لسحب التوكتوك بعد انخفاض المياه تدريجيًا، وجاء الاهتمام بالسلامة في المقدمة من خلال تجهيز فريق الإنقاذ بمعدات خاصة للتعامل مع البرودة والحالات الطارئة.

مشهد إنقاذ طائر وسط الثلوج والإنسانية في التعامل

لم يقتصر دور الهلال الأحمر المصري خلال عاصفة الإسكندرية على إنقاذ البشر فحسب بل امتد ليشمل الجوانب الإنسانية الأخرى، أثناء سحب التوكتوك غمر المشهد الفريق بموقف استثنائي، حيث اكتشف أحد أفراد الفريق محمد شعبان طائرًا عالقًا بين الثلوج ويصارع للبقاء، لم يتردد لحظة في تقديم المساعدة للطائر برغم الظروف القاسية، فقام بانتشاله ولفه بفوطة لحمايته من البرد، مما يبرز القيم الإنسانية العظيمة التي يتحلى بها فرق الهلال الأحمر خلال أداء مهامهم.

تعزيز استعدادات مواجهة الكوارث

الهلال الأحمر المصري يسعى دائمًا لتطوير جهوده في التنبؤ بالكوارث والتعامل معها بفعالية، ومن خلال التجارب الميدانية مثل مواجهة عاصفة الإسكندرية، يظهر أن العمل الإنساني والتنظيم الدقيق هما الركيزتان الأساسيتان للحد من الأضرار، وربما تأتي مبادرات مستقبلية تعزز من خطط الإنقاذ على المستوى الوطني والدولي، لضمان تقديم المساعدة لحماية الأرواح والممتلكات من نتائج الكوارث الطبيعية.