«تراجع الذهب» الذهب يواجه تصحيح السعار أم بداية لتحول كبير

الذهب يعتبر من المعادن الأساسية التي تثير اهتمام المستثمرين حول العالم كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية، ولكن لوحظ في الآونة الأخيرة أن أسعار الذهب سجلت تراجعات ملحوظة على المستويين العالمي والمحلي، الأمر الذي طرح تساؤلات عريضة حول مستقبل المعدن الأصفر ومؤشراته، هل هي مجرد تصحيحات سعرية أم بداية تحول في اتجاه الأسعار؟

تراجع أسعار الذهب وتأثير سعر الصرف

شهدت أسعار الذهب في مصر انخفاضًا بنسبة 2.2% خلال الأسبوع الماضي، ويعزو الخبراء هذا التراجع إلى عاملين رئيسيين، أولهما انخفاض أسعار أوقية الذهب عالميًا، وثانيهما التحسن التدريجي في سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار، هذا التحسن أثر بشكل واضح على تسعير الذهب في السوق المحلية، خاصة في ظل حالة الاستقرار المالي الملحوظة خلال الفترة الأخيرة، ومن المتوقع أن يظل سعر الصرف عاملًا أساسيًا في تحديد وتيرة تقلبات الذهب محليًا في المستقبل القريب.

تراجعات الذهب عالميًا وتأثير التضخم الأمريكي

على المستوى العالمي، استمرت أسعار الذهب في الانخفاض وسجلت خسائر أسبوعية وشهرية ملحوظة رغم بعض التفاؤل في الأسواق جراء انخفاض مستويات التضخم في الولايات المتحدة، هذه البيانات الإيجابية عن التضخم عززت التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي سيواصل خفض أسعار الفائدة، ومع ذلك لم يكن لهذا الأثر الإيجابي تأثير كبير على استقرار أسعار الذهب، حيث سجلت الأوقية مستويات متذبذبة خلال الشهر الماضي ما بين 3300 دولار مع بداية مايو إلى 3289 دولارًا مع نهايته، مما يؤكد أن المستثمرين العالميين يتعاملون بحذر مع الوضع الحالي للمعدن النفيس.

أسباب إضافية وراء انخفاض الطلب على الذهب

من بين العوامل التي أثرت سلبًا على أداء الذهب عالميًا، جاء القرار الأمريكي برفع معظم الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب خلال ولايته الثانية، هذا القرار أدى إلى انحسار الطلب على الأصول الآمنة بما في ذلك الذهب من قبل المستثمرين، بالرغم من تراجع الطلب، تشير التوقعات إلى أن أسعار الذهب قد تستعيد عافيتها إذا ما أعلنت الإدارة الأمريكية أو المؤسسات القضائية تدابير جديدة لإعادة فرض القيود أو دعمت السياسات الحمائية، مما قد يمنح الأسواق دفعة إيجابية جديدة.

الذهب بين التصحيحات وإشارات التعافي

رغم التراجعات الأخيرة التي شهدها الذهب، إلا أنه ما زال يحتفظ بمكاسب سنوية قوية بلغت 32% على مدار 52 أسبوعًا الماضية، ووصلت أسعاره إلى ذروتها عند 3500 دولار للأوقية في أبريل الماضي، يشير بعض المحللين إلى أن هذه التراجعات الحالية قد تكون مجرد تصحيح فني للأسعار ضمن اتجاه صاعد طويل الأجل، مما يسهم في تعزيز احتمالية تعافي الذهب على المدى البعيد بدلاً من تسليط الضوء على سيناريوهات الهبوط الحاد.

العوامل التي تؤثر على أداء الذهب

• تذبذب أسعار الصرف وتأثير التحسن في قيمة الجنيه أمام الدولار.
• بيانات التضخم وسياسات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.
• اتجاهات الطلب العالمي على الأصول الآمنة والمحفزات الاقتصادية.
• الإجراءات التجارية والقرارات الجمركية للدول الكبرى.