«عودة قوية» الذهب ملاذ آمن وسط تصاعد الأزمات الجيوسياسية عالميًا

تقلبات أسعار الذهب مستمرة وسط حالة من التوترات الاقتصادية والجيوسياسية التي تعيد للمعدن الأصفر مكانته كأداة تحوط رئيسية، حيث أشار تقرير صادر عن شركة “دار السبائك” الكويتية إلى أن الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات في البحر الأحمر، غذت مخاوف الأسواق العالمية بشأن اضطرابات محتملة في سلاسل التوريد وإمدادات الطاقة، مما أدى إلى توجه المستثمرين نحو الذهب بشكل أكبر.

تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على أسعار الذهب

الحرب الروسية الأوكرانية واتساع نطاق العمليات العسكرية بين الطرفين مثّلت عوامل حاسمة دفعت باتجاه تعزيز الطلب على الذهب، حيث تشكل الحروب والتوترات الإقليمية تأثيرًا مباشرًا على أداء الأسواق واستقرارها، وفقًا لما أوضحه التقرير؛ كما أن البحر الأحمر، الذي يُعتبر ممراً تجارياً عالمياً مهماً، شهد تصعيداً للتوترات، مما أثار مخاوف بشأن استقرار النقل الدولي والإمدادات الحيوية من الطاقة والتجارة، مما زاد من تعقيد معادلة الأسواق العالمية.

المؤشرات الاقتصادية ومستقبل الذهب

يترقب المستثمرون حزمة من البيانات الاقتصادية المفصلية التي ستحدد تأثيرها على حركة أسعار الذهب، وتشمل هذه البيانات تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة ومؤشرات التصنيع والخدمات؛ بالإضافة إلى قرارات السياسة النقدية المنتظرة من كل من بنك كندا والبنك المركزي الأوروبي، ووفقًا للتقرير فإن هذه المؤشرات ستحدد اتجاه أسعار الفائدة الأمريكية وإمكانية تأثيرها المباشر على جاذبية المعدن الأصفر كأداة تحوط أمام العملات المشكوك في استقرارها.

تراجع الذهب تحت ضغط الدولار

شهدت أسعار الذهب تراجعات ملحوظة الأسبوع الماضي، حيث بلغ سعر الأونصة 3289 دولارًا، متراجعًا بنسبة 2.3%، وكان هذا الانخفاض تحت ضغط ارتفاع الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية، وتجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، جدير بالذكر أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفعيل رسوم جمركية جديدة على الصين كان له دور مباشر في الضغط على السوق؛ إلى جانب ذلك، ساهم استمرار السياسة النقدية المتشددة للاحتياطي الفيدرالي في إبقاء أسواق الذهب في حالة ضعف نسبي.

التحرك ضمن نطاق الدعم الفني

أكد التقرير أن المعدن الأصفر تحرك ضمن نطاق ضيق بين 3250 و3365 دولارًا للأونصة، محافظًا على دعم فني قوي عند مستوى 3250 دولارًا، حيث شهد الأسبوع موجات من البيع الكثيف أعقبتها محاولات تعافٍ محدودة وأنهى الذهب الأسبوع بتراجع طفيف في ظل غياب محفزات شرائية قوية تدعم التعافي الكامل؛ كما تطرقت “دار السبائك” إلى أن استمرار الجدل الجيوسياسي أو ظهور مؤشرات ضعف في الاقتصاد الأمريكي قد يعيدان الزخم مجددًا للذهب.

مؤشرات الاقتصاد الأمريكي وتأثيرها على الذهب

كشف التقرير عن تباطؤ مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة إلى 2.5% سنويًا، مما يشير إلى تهدئة نسبية للتضخم، ومع ذلك استمر النمو في معدلات الإنفاق والدخل الشخصي، ما يمنح الاحتياطي الفيدرالي هامشًا إضافيًا لتعزيز سياسته النقدية، وفقًا لهذه المؤشرات يبدو أن الاقتصاد الأمريكي يحتفظ بقوته النسبي ما يشكل تحديًا للمعدن الأصفر ولكنه في الوقت نفسه قد يمثل فرصة في حال حدوث انعكاسات غير متوقعة.