«انخفاض مفاجئ» الذهب يتراجع 2% في ختام تداولات الأسبوع الماضي

سجلت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، حيث اختتمت تعاملات الأسبوع بتراجع بنسبة 2% وفقًا لتقرير منصة “آي صاغة”، يأتي هذا التراجع في ظل تغيرات اقتصادية متباينة وتأثير تماسك الدولار إلى جانب توتر الأوضاع السياسية العالمية، ما ساهم في كبح مكاسب الذهب الفترة الأخيرة، وفيما يلي نستعرض تفاصيل أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعوامل المؤثرة عليها.

أسعار الذهب اليوم في الأسواق المحلية

شهدت أسعار الذهب اليوم تراجعًا طفيفًا في ظل عطلة البورصة العالمية، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 بقيمة 15 جنيهًا مقارنة بتعاملات أمس، ليسجل 4590 جنيهًا، بينما سجلت أسعار الذهب عيار 24 نحو 5246 جنيهًا لكل جرام، وبلغ سعر جرام الذهب عيار 18 حوالي 3934 جنيهًا، أما جرام الذهب عيار 14 فقد سجل 3060 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب 36720 جنيهًا.
أما على المستوى العالمي، فقد اختتمت أوقية الذهب الأسبوع عند مستوى 3358 دولارًا، بتراجع بلغ 68 دولارًا مقارنة بالتعاملات السابقة، يأتي ذلك في وقت تؤثر فيه عائدات سندات الخزانة الأمريكية والتغيرات بأسعار الفائدة على تحركات الذهب عالميًا.

علاقة الذهب بالتضخم والاقتصاد الأمريكي

تأثرت أسعار الذهب بأحدث بيانات التضخم الأمريكية، حيث أظهر مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الأساسي انخفاضًا في وتيرة التضخم على مدار العام، فبلغ المعدل السنوي 2.5% خلال أبريل مقارنة بـ2.6% في مارس، بينما سجل معدل التضخم العام انخفاضًا أيضًا من 2.3% إلى 2.1%، عززت هذه البيانات التوقعات بتوجهات اقتصادية تشير إلى خفض محتمل في أسعار الفائدة خلال عام 2025.
علاوةً على ذلك، أظهر مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيجان تحسنًا بارتفاعه من قراءة 50.8 إلى 52.2، بينما ارتفعت التقديرات الأولية لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة وفقًا للاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من 2.2% إلى 3.8%، بما يدعم مستويات قوة الدولار ويقلل من شهية المستثمرين نحو الذهب خلال الفترة الحالية.

التوتر التجاري وتأثيراته على الذهب

يتأثر الذهب بشكل مباشر بالتوترات التجارية العالمية، حيث دفع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول عدم التزام الصين باتفاقية التجارة المشتركة الأسواق إلى حالة من الاضطراب، أعقب ذلك ارتفاع في الرسوم الجمركية على بعض الواردات من الاتحاد الأوروبي، وقد ساهمت هذه الضغوط التجارية في ارتفاع سعر الأوقية مؤقتًا إلى 3363 دولارًا، إلا أن الذهب عاد مرة أخرى ليشهد تقلبات بعد تأجيل تنفيذ قرارات الرسوم الجمركية.
رغم ذلك، يستمر الذهب في تعزيز مكانته كملاذ آمن، خصوصًا مع مخاوف مالية وسياسية تؤدي إلى ارتفاع الطلب عليه في الأوقات التي تسود فيها حالة من عدم اليقين.

توقعات سوق الذهب وتحليل الأداء المستقبلي

يشير العديد من المحللين إلى أن السوق العالمية للذهب قد تشهد استقرارًا نسبيًا مع تطورات السياسات النقدية للعديد من البنوك المركزية، ويُتوقع خفض الفائدة المرتقب أن يدعم مكاسب الذهب على المدى الطويل، ذلك بجانب عوامل مختلفة مثل التضخم وانخفاض قيمة العملات الورقية.
على الرغم من ذلك، فإن استمرار الدولار بقوته وارتفاع الفوائد قد يمثل تحديًا أمام الذهب لتحقيق مزيد من المكاسب، بينما سيستمر الذهب في لعب دور تحوطي فعال في ظل تنامي المخاطر المرتبطة بالاقتصاد العالمي.