«أرباح قياسية» الأسهم العالمية تسجل أكبر زيادة شهرية رغم الاضطرابات

توجد العديد من العوامل التي تؤثر على أداء أسعار الذهب والأسهم في الأسواق العالمية، إذ شهدنا تقلبات واضحة خلال الفترة الأخيرة نتيجة تأثيرات سياسية واقتصادية متعددة، حيث لعبت قوة الدولار الأمريكي والتوترات الجيوسياسية دورًا هامًا في تشكيل حركة الأسواق، وقد ارتبطت تحركات أسعار الذهب بجملة من الأحداث القانونية والاقتصادية التي تركت أثرًا جليًا على استقرار المستثمرين وانعكست على شهية المخاطرة.

تأثير قوة الدولار على الذهب

شهد الذهب انخفاضًا ملموسًا خلال الأسبوع الماضي بسبب انتعاش الدولار الأمريكي، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة شراء الذهب للمستثمرين الدوليين، كما ساهمت بعض البيانات الأمريكية القوية في تعزيز الدولار، منها نمو إنفاق المستهلكين وانخفاض نسب التضخم المتوقعة، ويستخدم الدولار القوي في تثبيط الطلب على الذهب والمعادن الأخرى التي تعتبر أكثر تكلفة عند تقييمها بالدولار.

الذهب كملاذ آمن وأحداث أخرى مؤثرة

لا يزال الذهب يُعد ملاذًا آمنًا في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية كحالة الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضتها الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترمب سابقًا، حيث جاءت الأحكام القانونية برفض أو تعليق بعض الإجراءات الجمركية لتُضيف مزيدًا من عدم اليقين، ورغم انخفاض الذهب بنسبة فاقت 1% خلال الأسبوع، إلا أنه قد تلقّى دعمًا بسبب مخاوف الأسواق المستمرة بشأن الديون السيادية وضعف العوامل الاقتصادية الأخرى.

تحديات الطلب على الذهب المادي

شهد الطلب الفعلي على الذهب في الأسواق الهندية خاصة تراجعًا ملحوظًا نتيجة ارتفاع الأسعار محليًا، بالإضافة إلى انتهاء موسم الأعراس، وبالتالي فإن أسعار السبائك الذهبية، التي تعتبر مؤشرًا رئيسيًا على الطلب، ظلت مضغوطة بفعل هذه العوامل الإقليمية والاقتصادية، مع ذلك يبقى الذهب خيارًا دفاعيًا مقابل التقلبات الأخرى.

تأثير الأسواق الأخرى على أداء الذهب

لم يقتصر تأثر أسعار الذهب على الدولار وحده، بل إن الأسواق الأخرى كان لها دور ملحوظ، فقد شهدت مؤشرات الأسهم العالمية مكاسب شهرية رغم اضطراب الأسواق، وارتبط أداء الذهب بالمؤشرات والتقارير الاقتصادية الأخرى، فضلًا عن ارتفاع أسهم شركات مثل إنفيديا وسط زخم واضح في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مع تحقيق مكاسب شهرية واسعة في شهر مايو.

التوترات الجيوسياسية واستمرار المخاطر الاقتصادية

لعبت التوترات السياسية والجيوسياسية دورًا في تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن، حيث قدمت هذه المخاطر دعمًا مؤقتًا لأسعار المعدن الأصفر، كذلك تأثير تصريحات محافظي البنوك المركزية في الولايات المتحدة واليابان قد أضاف نوعًا من التعقيد على التوقعات لأسعار الفائدة والسيولة النقدية، التي بدورها يمكن أن تؤثر على مسار السوق وقوة الدولار مقابل الذهب.

آفاق مستقبل الذهب في ظل الأزمات

في ظل التحديات المستمرة مثل أزمات الديون السيادية وتباطؤ بعض الاقتصادات عمومًا، يبقى الذهب خيارًا رئيسيًا للمستثمرين الذين يسعون لتخزين القيمة، ما يتيح له احتمالات قوية للارتفاع على المدى البعيد، كما أنه مع التطورات المؤثرة في سوق السلع والمعادن قد نشهد المزيد من التقلبات التي تعزز من قيمة الذهب في الأسواق، خصوصًا مع استمرار تقلب أسواق الخزانة الأمريكية واستمرار حالة عدم اليقين.