«هبوط مفاجئ» أسعار الذهب تنخفض عالميًا ومحليًا مع تحديات الاقتصاد والسياسة

تشهد أسعار الذهب في الأسواق المحلية حالة من التراجع الطفيف بالتزامن مع نهاية الأسبوع وعطلة البورصات العالمية، هذا الانخفاض يأتي على خلفية حالة التذبذب التي تشهدها أسواق الذهب نتيجة تأثير بيانات اقتصادية غير مستقرة وتوترات سياسية وتجارية عالمية، وفقًا لتقرير صادر عن منصة آي صاغة المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

تراجع أسعار الذهب في السوق المحلية

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة، أن أسعار الذهب في السوق المحلية شهدت انخفاضًا بقيمة 15 جنيهًا لتسجل أسعار الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولًا في مصر حوالي 4590 جنيهًا للجرام، فيما اختتمت الأوقية تداولات الأسبوع عالميًا محققة انخفاضًا إلى مستوى 3358 دولارًا، بفقدان حوالي 68 دولارًا من قيمتها، وهو ما انعكس على باقي الأعيرة حيث سجل عيار 24 سعر 5246 جنيهًا للجرام، فيما بلغ سعر عيار 18 نحو 3934 جنيهًا، أما عيار 14 فقد وصل إلى 3060 جنيهًا، بينما سجل الجنيه الذهب 36720 جنيهًا.

تأثيرات الأسواق وعوامل التراجع الأسبوعي

سجلت تعاملات يوم الجمعة الماضي في السوق المحلية أيضًا هبوطًا على مستوى أسعار الذهب، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداول عند 4620 جنيهًا، لكنه اختتم اليوم منخفضًا عند 4605 جنيهات، بينما عالميًا انخفضت قيمة الأوقية من 3317 دولارًا إلى 3290 دولارًا بفقدان 27 دولارًا، ويعزو الخبراء هذا التذبذب إلى استقرار الدولار الأمريكي الذي قيد مكاسب الذهب، رغم انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

تأثيرات بيانات التضخم على أسعار الذهب

تُظهر البيانات الاقتصادية الأمريكية تأثيرًا ملموسًا على تحركات الذهب، حيث ساهم تراجع معدل التضخم في ضبط التوقعات حول سياسات الفائدة الأمريكية، إذ أشارت التقارير إلى انخفاض معدل التضخم الأساسي من 2.6% إلى 2.5% على أساس سنوي، مع انخفاض معدل التضخم العام أيضًا ليصل إلى 2.1% مقارنة بـ 2.3%، وهو ما ساعد في توقعات الأسواق بإمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بحلول 2025.

تحسن ثقة المستهلك وتأثيرها على الدولار

رغم مؤشرات تراجع التضخم، لم يتمكن الذهب من استثمار هذه الفرصة لصالحه بسبب ارتفاع درجة ثقة المستهلكين الأمريكيين من 50.8 إلى 52.2 حسب مؤشر جامعة ميشيغان، كما دعم هذا الارتفاع تعزيز توقعات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وفقًا للاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، مما قاد إلى مزيد من الاستقرار لصالح الدولار الأمريكي، وهو أمر قلل من جاذبية الذهب أمام المستثمرين.

الذهب كملاذ آمن وسط التوترات والضبابية

يظل الذهب محافظًا على مكانته كمخزن للقيمة في ظل التوترات السياسية والمخاطر العالمية، فقد أعادت النزاعات التجارية بقيادة الولايات المتحدة والصين الضغوط على الأسواق العالمية، بالإضافة إلى إعادة فرض الرسوم الجمركية الأمريكية على بعض السلع، كما أدت تصريحات الإدارة الأمريكية بشأن فرض رسوم جديدة على واردات الاتحاد الأوروبي إلى المزيد من التعقيد؛ لذا يرى المحللون أن هذه الأجواء تغذي انتعاش الذهب في المستقبل.