«تحركات مثيرة» الفضة تتماسك محليًا وتنخفض عالميًا بسبب السياسة النقدية

الفضة تعد من المعادن الثمينة التي تحظى بمكانة خاصة في الأسواق العالمية، حيث شهدت الفضة استقرارًا ملحوظًا في السوق المحلي مؤخرًا مع تقلباتها عالميًا تحت تأثير السياسة النقدية العالمية خاصة بالولايات المتحدة، وعلى المستوى المحلي، حافظت أسعار الفضة على استقرارها متأثرة بعوامل عدة أبرزها سعر صرف الجنيه مقابل الدولار وتراجع العوائد على سندات الخزانة الأمريكية.

أسعار الفضة في السوق المحلي

تشهد أسعار الفضة في الأسواق المحلية حالة من الثبات، حيث سجل جرام الفضة عيار 800 قيمة 47.25 جنيه، بينما وصل سعر جرام عيار 999 إلى مستوى 59 جنيهًا، أما الفضة عيار 925 فقد بلغ سعرها 54.50 جنيه، بينما استقر الجنيه الفضة عيار 925 عند 436 جنيهًا، ويُرجع هذا الاستقرار إلى الاستقرار النسبي في أسعار الفضة عالميًا بجانب ثبات سعر الجنيه المصري مقابل الدولار خلال الفترات الماضية.

أداء الفضة عالميًا

شهدت الفضة عالميًا تراجعًا طفيفًا، حيث انخفضت الأوقية بنحو 0.49 دولار خلال تعاملات الأسبوع لتصل إلى 32.96 دولار، في الوقت الذي تأثرت فيه أسواق المعادن بعوامل اقتصادية ترتبط بالسياسة النقدية الأمريكية وتباطؤ النمو العالمي، وتترنح الفضة عالميًا ما بين ضغوط بيعية محدودة وانخفاض الطلب الصناعي، مما يؤثر على حركتها السوقية ويضعها في نطاقات عرضية ثابتة.

تأثير الطلب الصناعي على أسعار الفضة

على عكس الذهب، تُستخدم الفضة بشكل واسع في الصناعات المختلفة، خاصة في مجالات الطاقة الشمسية والتكنولوجيا، ومع تراجع النشاط الصناعي في مناطق مثل الصين وأوروبا، انخفضت مستويات الطلب على المعدن الأبيض، مما يؤدي إلى انخفاض أسعاره في الأسواق العالمية، ومع ذلك، ما تزال الفضة تتلقى بعض الدعم غير المباشر من استقرار أسعار الذهب الذي يُحافظ على موازنة السوق.

عوامل السياسة النقدية وتأثيرها على أسعار الفضة

تمثل السياسة النقدية الأمريكية عاملاً رئيسيًا في حركة سوق المعادن الثمينة، إذ أن توقعات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول قد أثرت على الطلب على المعادن غير المدرة للعائد مثل الفضة، وقد عززت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي من هذه التوقعات، حيث أكدوا حرصهم على متابعة سوق الفائدة وعدم الاستعجال في تخفيضها، وهو ما قلل من جاذبية الفضة كملاذ استثماري.

التوقعات المستقبلية لأسعار الفضة

وفقًا لخبراء السوق، يُتوقع أن تتحرك أسعار الفضة ضمن نطاق محدود بين 30.50 و33 دولارًا على المدى القصير، بناءً على التغيرات السياسية والاقتصادية العالمية، ومع زيادة الطلب على الفضة في الصناعات المستقبلية مثل الطاقة النظيفة، يُتوقع أن تشهد أسعار الفضة نموًا كبيرًا قد يصل إلى 37.04 دولارًا للأوقية بحلول عام 2025، مما يُمثل زيادة بنسبة 26% مقارنة بأسعار العام السابق.

جدول أسعار الفضة والعيارات المختلفة

تبقى الفضة واحدة من أفضل المعادن مزدوجة الطبيعة التي تجمع بين الاستثمار والاستخدام الصناعي، مما يجعلها دائمة التأثر بالتقلبات الاقتصادية والسياسية، لذا ينصح الخبراء المستثمرين بدراسة السوق ومتابعة تحركات الأسعار العالمية قبل اتخاذ أي قرار استثماري فيها.