إنتاج النفط الأمريكي يرتفع لمستوى قياسي جديد في شهر مارس

شهد إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة تطورًا ملحوظًا، حيث سجل في شهر مارس الماضي رقمًا قياسيًا جديدًا بوصوله إلى 13.488 مليون برميل يوميًا، لتصبح هذه الكمية الأعلى على الإطلاق وفقًا للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. هذه الزيادة تشير إلى استمرار الزخم الإنتاجي الذي تشهده مناطق كبرى مثل بيرميان وساحل الخليج، رغم التراجع في عدد من مناطق الإنتاج الأخرى.

إنتاج النفط الأمريكي يقفز لأعلى مستوياته

الرقم القياسي الذي تحقق في مارس 2023 تخطى الرقم السابق المسجل في أكتوبر من العام نفسه والذي بلغ 13.450 مليون برميل يوميًا، كما أنه يُظهر ارتفاعًا واضحًا عن مستوى الإنتاج المُسجل في فبراير والذي بلغ حينها 13.153 مليون برميل يوميًا. هذا الإنجاز يعكس عملًا دؤوبًا من شركات النفط لتلبية الطلب المحلي والعالمي، على الرغم من التحديات التي تشهدها الصناعة مؤخرًا.

تراجع الطلب المحلي يصاحب الزيادة الإنتاجية

في الوقت نفسه، ورغم هذه الزيادة في الإنتاج، انخفضت كمية المنتجات البترولية الموردة، وهو معيار يُستخدم لقياس الطلب المحلي على النفط، حيث سجلت مستوى 19.95 مليون برميل يوميًا خلال مارس، مقارنة بـ20.225 مليون برميل يوميًا في فبراير. هذا الانخفاض يعتبر مصدر قلق لشركات التكرير والمصدرين، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي عادة ما يُعزز الطلب على المنتجات البترولية.

واردات النفط الخام والمنتجات النهائية في الولايات المتحدة

ارتفعت واردات النفط الخام الأمريكية خلال مارس إلى 178.4 مليون برميل، وهي زيادة طفيفة مقارنة بمستويات فبراير بسبب طول مدة الشهر، إلا أنها تظل أقل عند احتساب متوسطها اليومي. أما بالنسبة للمنتجات النفطية النهائية فقد سجلت واردات الولايات المتحدة منها 17.8 مليون برميل، حيث كانت مكونات البنزين ووقود الطائرات أبرز المنتجات المستوردة.

التراجع في عدد حفارات النفط رغم الإنتاج العالي

على الرغم من الأداء التاريخي في إنتاج النفط، إلا أن شهر مايو الجاري شهد انخفاضًا متواصلًا للأسبوع الخامس على التوالي في عدد حفارات النفط، حيث بلغ العدد الإجمالي للحفارات 563 فقط، وهو أدنى مستوى منذ أواخر عام 2021. كما انخفض عدد الحفارات المخصصة لاستخراج النفط إلى 461 حفارة، مع تأثر مناطق مثل بيرميان ونيو مكسيكو بخسائر كبيرة. هذا التراجع يعكس تحولات استراتيجية من قبل المنتجين الذين يركزون على تقليل النفقات وتعظيم العوائد بدلاً من توسيع أعمالهم بشكل مفرط.

التوازن بين وفرة الإنتاج وتراجع الحفارات

تشير البيانات إلى أن الولايات المتحدة تحقق حاليًا أرقامًا قياسية في إنتاج النفط الخام، بينما تواجه تراجعًا في عدد الحفارات، وهو وضع يعكس حرص الشركات على تحقيق التوازن بين الوفرة الإنتاجية وترشيد التكاليف. هذا التوازن سيظل عنصرًا رئيسيًا في تحديد مسار السوق النفطية خلال الأشهر القادمة، خاصة مع التغيرات المستمرة في الطلب العالمي والمحلي.