«ارتفاع ملحوظ» الذهب يربح 2% خلال مايو فهل يستمر الصعود

سجلت أسعار الذهب مكاسب شهرية تقارب 2% خلال شهر مايو، مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتباطؤ معدل التضخم، إلا أنها واجهت خسائر أسبوعية قُدّرت بنسبة 1% خلال الأسبوع الأخير، نتيجة ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وتقلب الأوضاع الاقتصادية، مما جعل المستثمرين يعيدون النظر في عمليات شراء المعدن النفيس.

أسعار الذهب مقابل ارتفاع مؤشر الدولار

شهد الذهب انخفاضًا في قيمته خلال الأيام الأخيرة من الشهر، إذ بلغ السعر الفوري يوم الجمعة الماضي 3,313.10 دولار للأوقية، ما يعكس خسائر أسبوعية تُقدر بـ1% وفقًا لبيانات منصة “ماركت ووتش” العالمية، هذا الهبوط جاء مدفوعًا بصعود مؤشر الدولار بنسبة 0.16%، مما جعل الذهب أكثر كلفة لحاملي العملات الأخرى، وزاد هذا الوضع من الضغط على حركة الأسعار.

حالة الغموض في الأسواق العالمية لطالما أثرت بشكل كبير على جاذبية الذهب كأصل آمن، وتوجه المستثمرون هذا الشهر نحو الأسواق المالية الأخرى، بحثًا عن فرص أفضل، مما أدى إلى تراجع الإقبال على شراء الذهب، خاصة مع حلول النزاعات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب والمعادن النفيسة

في خطوة أثرت على المشهد العام للذهب، أعادت محكمة استئناف فدرالية فرض رسوم جمركية أقرها الرئيس الأمريكي السابق، ترامب، ما زاد من حالة عدم اليقين الاقتصادي، ورغم ذلك، بقي الذهب مدعومًا عند مستويات مرتفعة نسبيًا، إذ ساهمت التوترات الجيوسياسية وتوقعات السياسات النقدية الميسرة في تعزيز مكانته خلال الأشهر الماضية، وشهد الذهب تقلبات خاصة بعد أن وصلت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة في أبريل، عندما بلغت 3,500.05 دولار للأوقية.

فيما كانت حركة المعادن النفيسة الأخرى، مثل الفضة والبلاديوم والبلاتين، تحت الضغط أيضًا خلال الأيام الأخيرة، حيث سجلت انخفاضات متفاوتة، نتيجة توقيت رفع الرسوم الجمركية وارتفاع الطلب على الاستثمارات الأخرى.

تأثير قرارات الفيدرالي على سعر الذهب

من جهة أخرى، أظهر تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، المعيار الأساسي للاحتياطي الفيدرالي في قياس التضخم، زيادة بنسبة 2.1% خلال شهر أبريل مقارنة بالتوقعات التي بلغت 2.2%، وهو ما ساهم في تعزيز التوقعات بشأن قيام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال سبتمبر المقبل، مما يشكل دعمًا إضافيًا لأسعار الذهب، إذ يعتبر المستثمرون أن الذهب يعد ملاذًا آمنًا عند ضعف العائدات المتوقعة للعملات الرئيسية.

آمال المستثمرين بدعم أسعار الذهب

توالت تصريحات مسؤولي الفيدرالي بما يدعم استقرار الأسواق، حيث شددت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، على ضرورة الإبقاء على مستويات الفائدة كما هي، لضمان تحقيق الهدف الرئيسي للتضخم البالغ 2%، وأكدت أن الخطط المستقبلية تتوقع خفضًا تدريجيًا للفائدة خلال العام الجاري، مما يعيد التوازن إلى حركة الذهب عالميًا.

يشمل التضخم الأمريكي وتزايد تكلفة الأصول الأخرى عوامل ضغط على المعادن النفيسة، لكنها لا تزال تُعد عنصر جذب على المدى البعيد في ظل تقلب الأسواق الاقتصادية العالمية، ولهذا، يواصل المستثمرون المراهنة على قدرة الذهب على استرجاع بريقه خلال الفترة القادمة.