«مفاجأة أمريكية» ترامب والحوثي هل يشعلان توترًا جديدًا مع إسرائيل

الهجمات المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل أصبحت مصدر قلق كبير في الشرق الأوسط، إذ برزت جماعة الحوثي كواحدة من أكثر التنظيمات المسلحة المدعومة من إيران نفوذًا، ومع استمرار إطلاق الصواريخ من قبل الحوثيين باتجاه إسرائيل، يبدو أن هذا التصعيد يطرح أسئلة مهمة حول الاتفاق السياسي الذي أبرمته إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مع الحوثيين، حيث لم يتضمن الاتفاق أي إشارة تكبح هجمات الحوثيين على إسرائيل، وهذا يُبرز جدلية التوازن في سياسات الولايات المتحدة الخارجية.

التوترات بين الحوثيين وإسرائيل والمشهد الأمني

استطاع الحوثيون خلال الفترة الأخيرة أن يثبتوا قدرتهم على التصعيد العسكري، إذ شهد الأسبوع الأخير وحده إطلاق ستة صواريخ من قبل الحوثيين نحو الأراضي الإسرائيلية، التي تمكنت دفاعاتها الجوية من اعتراضها، وجاء هذا التصعيد بعد أيام فقط من شن إسرائيل غارة جوية استهدفت مواقع حوثية في اليمن، ما يشير إلى دخول العلاقة بين الجانبين في مسار عدائي غير مسبوق، كما يُبرز عجز الاتفاق السياسي الأمريكي-اليمني عن ضمان الأمن لإسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.

الدوافع الاستراتيجية لجماعة الحوثي

تبرير الحوثيين لهجماتهم تجاه إسرائيل يشير إلى ارتباطها بأحداث في المنطقة، مثل العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث يرى الحوثيون أن هذه العمليات تعد سببًا رئيسيًا لتصعيدهم العسكري، كما أن هذه الهجمات تعزز صورة الحوثيين داخل ما يُعرف بمحور المقاومة المناهض لإسرائيل، وبالرغم من محاولات دولية عديدة على مدى عقد كامل للتصدي عسكريًا للحوثيين، إلا أنهم استطاعوا تحقيق استمرارية مذهلة، مما يمنحهم مكانة خاصة لدى أنصارهم.

السياسات الإقليمية والأطراف الدولية

تمثل إدارة ترامب نموذجًا لسياسة قائمة على مبدأ “أمريكا أولًا”، حيث كان التوصل إلى وقف إطلاق النار مع الحوثيين مبنيًا على هدف خفض التكاليف والمخاطر الأمريكية في الشرق الأوسط، ورغم هذه الحسابات، فإن استبعاد إسرائيل من المعادلة أثار جدلًا واسعًا بين الأطراف المختلفة، خاصة بين مناصري إسرائيل في الولايات المتحدة الذين يرون أن هذا التوجه يخدم المصالح الإيرانية ويمنحهم المزيد من النفوذ في المنطقة.

التداعيات الإقليمية لتصعيد الحوثيين

الجوانب الأثر
تعزيز النفوذ الحوثي رفع مكانتهم دوليًا كمقاومة قادرة على الصمود
تصاعد التوتر الإقليمي زيادة احتمالات المواجهة المباشرة مع إسرائيل
الدور الإيراني تعزيز تدخلات إيران كداعم رئيسي

خلافات الموقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل

يشير مراقبون إلى بروز فجوة في وجهات النظر بين الولايات المتحدة التي تسعى لتقليل تدخلاتها العسكرية في الشرق الأوسط، وبين إسرائيل التي ترى أن استهداف الحوثيين لها يؤكد أهمية الحفاظ على دعم أمريكي غير محدود، كما أن هذا الخلاف السياسي يفتح المجال أمام إيران لاستغلال الوضع الراهن لصالحها، وذلك من خلال تعزيز دعمها للحوثيين ما ينعكس مباشرة على موازين القوى في المنطقة.

تحرك دولي أم استمرار التأزم؟

مع استمرار الهجمات، تتزايد الدعوات الدولية لإعادة تعريف السياسات تجاه الحوثيين وبحث حلول أكثر استدامة، من المؤكد أن تجاهل هذه التهديدات سيسهم في تقوية شوكة الحوثيين، مما قد يؤدي إلى المزيد من التصعيد في الملفات الأمنية الحساسة، وبذلك، فإن عدم تحرك الأطراف الدولية بشكل حاسم قد يفتح المجال أمام احتمالية تغييرات جذرية في خريطة التحالفات بالمنطقة.