«تراجع ملحوظ» الذهب ينخفض للشهر الثاني فهل يستعيد مكاسبه قريباً

تتزايد استثمارات الصين في قطاع الطاقة بشكل متسارع نظرًا لدورها الحاسم في دعم الاقتصادات الناشئة ومساهمتها في تحقيق الأهداف المناخية العالمية، وفي إطار مبادرة “الحزام والطريق”، أنفقت الصين أكثر من تريليون دولار منذ انطلاق المبادرة عام 2000 على مشاريع الطاقة والبنية التحتية، وتعد هذه المبادرة خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية للدولة مع دول العالم، وتحديدًا من خلال استثماراتها في قارة أفريقيا.

استثمارات الصين في الطاقة بأفريقيا

تُعتبر الصين الشريك التجاري الأبرز لدول أفريقيا، حيث تساهم بشكل رئيسي في تطوير قطاع الطاقة فيها، وقد ركزت الاستثمارات الصينية تاريخيًا على مشروعات الوقود الأحفوري، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا ملحوظًا في هذه الاستثمارات نحو مصادر الطاقة النظيفة، تشير التقارير إلى أن الصين تستهدف الآن أن تكون الداعم الرئيسي لتحول أفريقيا نحو الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهو ما سيساعد القارة في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتحقيق أهداف إزالة الكربون.

أهداف التنمية والطاقة النظيفة في أفريقيا

بحلول عام 2050، سيشكل سكان أفريقيا نحو ربع سكان العالم؛ مما يشكل تحديًا ضخمًا في تأمين احتياجات الطاقة المتزايدة لأكثر من 600 مليون أفريقي ممن يفتقرون حاليًا إلى الكهرباء بالكامل، يأتي ذلك مع النمو المطرد في السكان، حيث إن الطلب على الطاقة مرشح للتزايد بثلاثة أضعاف خلال العقد القادم، ولذا فإن تطوير البنية التحتية للطاقة النظيفة على نطاق واسع أصبح حاجة ملحة للحفاظ على توازن بين التنمية الاقتصادية وأهداف المناخ.

دور الصين في تمويل مشاريع الطاقة النظيفة

في ظل خفض بعض الدول الغربية تمويل المناخ، بما في ذلك تقليص التمويل من جانب الولايات المتحدة، اتجهت الصين إلى سد هذه الفجوة في أفريقيا، حيث تستثمر في قطاع الطاقة بشكل موسع، كشفت تقارير حديثة أن الصين خصصت 66 مليار دولار بين عامي 2010 و2024 لدعم مشاريع الطاقة في أفريقيا، وخُصص جزء كبير منها لمصادر الطاقة المتجددة، ووفقًا لمعهد ODI Global، تستحوذ مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الآن على 59% من استثمارات الصين في هذا القطاع على الرغم من أن حجم الإنفاق الكلي عليها ما زال أقل من استثمارات الوقود الأحفوري.

الصين وموقعها في سلسلة توريد الطاقة المتجددة

تصنع الصين أكثر من 80% من الألواح الشمسية العالمية، وهو ما يعزز من مكانتها كمورد رئيسي في هذا المجال، وتشير التطورات الأخيرة إلى تحول واضح في استراتيجيتها نحو دعم استثمارات الطاقة الشمسية في أفريقيا؛ للاستفادة اقتصاديًا من توسيع أسواقها الخارجية ومواجهة أي نزاعات اقتصادية أو تعريفات جمركية قد تفرضها الولايات المتحدة، ويمثل هذا الاتجاه توافقًا مع قرار الصين بوقف تمويل مشاريع الفحم في الخارج منذ عام 2021.

فرص وتحديات استثمارات الطاقة النظيفة في أفريقيا

على الرغم من أن سوق الطاقة النظيفة في أفريقيا لا يزال صغيرًا نسبيًا، إلا أن اهتمام الصين ونمو استثماراتها في هذا القطاع يشكل فرصة كبيرة لدفع عجلة تطوير البنية التحتية اللازمة لتوفير الكهرباء لملايين الأفارقة، ومع ذلك، تظل التحديات المالية والتنظيمية عقبة أمام تقنين هذه المشاريع، وتشير التقارير إلى أهمية الدعم الأجنبي لضمان استدامة هذه الجهود وتعزيز الاقتصادات الأفريقية الناشئة.