هبوط أسعار الذهب وارتفاع الدولار عالمياً وسط تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا والصين

تراجعت أسعار الذهب عالميًا مع انتعاش الدولار الأمريكي، حيث أعاد المستثمرون تقييم بيانات الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي وتدفقات الواردات، بالإضافة إلى تصاعد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومع استمرار النقاش حول السياسات الاقتصادية وتوجهات البنوك المركزية، يظل الذهب محط أنظار المتداولين في الأسواق.

تراجع أسعار الذهب عالميًا

يواجه الذهب تقلبات ملحوظة مؤخرًا نتيجة عدة عوامل اقتصادية وتجارية، حيث تشير البيانات إلى انخفاض وتيرة إنفاق المستهلكين الأمريكيين خلال الآونة الأخيرة، وهو ما يمكن تفسيره بالتباطؤ النسبي في النشاط الاقتصادي، وعلى الرغم من التراجع النسبي في واردات البضائع، فإن صمود مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي يعزز التوقعات بعدم اتجاه البنك المركزي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة قريبًا، وهو ما يقلل من جاذبية الذهب كأداة استثمار تقليدية في بيئة معدلات الفائدة المرتفعة.

تجدد التوترات التجارية بين أمريكا والصين

عادت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لتصدر المشهد العالمي مجددًا، حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الصين لم تلتزم ببنود الاتفاقات التجارية السابقة، وقد جاءت هذه التصريحات بعد فترة وجيزة من وصف وزير الخزانة الأمريكي المحادثات الاقتصادية مع الصين بأنها متوقفة، مما أسهم في زيادة القلق بشأن التصعيد المحتمل بين القوتين الاقتصاديتين، ويؤدي هذا النوع من التوتر إلى اضطراب الأسواق المالية عمومًا، ويضعف أداء المعادن النفيسة مثل الذهب إلى حد ما.

اتجاهات أسعار الذهب هذا الأسبوع

سجلت أسعار الذهب خسارة أسبوعية بنسبة وصلت إلى 2%، حيث جاء هذا التراجع عقب ارتفاع ملحوظ بنسبة 5% في الأسبوع السابق، وتشير التوقعات إلى أن التحركات السعرية الأخيرة تعود إلى عوامل فنية بجانب الأوضاع الاقتصادية، كما أكد محللون أن الذهب قد فشل في اختراق مستوى مقاومة رئيسي عند 3328 دولارًا للأونصة، ومن جهة أخرى، لا تزال مكاسب الذهب منذ بداية العام تُقدر بحوالي 25% على الرغم من التراجعات الأخيرة، مما يعكس أنه لا يزال يحظى بجاذبية قوية كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

البيانات الاقتصادية وتأثيرها على أسعار الذهب

ترتبط حركة أسعار الذهب ارتباطًا وثيقًا بالبيانات الاقتصادية العالمية، فقد أظهرت البيانات الأخيرة تقارير عن انخفاض قياسي في واردات البضائع الأمريكية وتباطؤ إنفاق المستهلكين، وهو ما يفسر جزءًا من الضغوط على أسعار الذهب، كما لعب انتعاش الدولار دورًا رئيسيًا في تحجيم المكاسب الأسبوعية للذهب، فقد أدى الطلب المتزايد على الدولار إلى تعزيز سعره مقابل العملات الأخرى، مما زاد الضغط السلبي على الذهب والسلع المقومة بالعملة الأمريكية.

أداء الأسواق الأخرى والذهب

بالإضافة إلى انخفاض الذهب بنسبة 0.9% إلى 3289.25 دولارًا للأونصة، شهدت أيضًا المعادن الأخرى مثل الفضة، البلاتين، والبلاديوم تراجعات ملحوظة، ويرتبط هذا الأداء العام للمعادن النفيسة بتقلبات الأسواق المالية وجاذبية الدولار، مما يجعل من الصعب على هذه السلع استعادة زخمها التصاعدي في ظل غياب بيانات مشجعة أو تخفيف في حدة التوترات التجارية الدولية.