«تراجع ملحوظ» الذهب ينخفض 2% هذا الأسبوع وصعود الدولار يفرض هيمنته

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً بالتزامن مع ارتفاع الدولار الأمريكي، حيث جاء هذا التراجع وسط قيام المستثمرين بتحليل بيانات إنفاق المستهلكين الأمريكيين وحركة الواردات التجارية، كما عاد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين ليؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية؛ مما قد يضيف مزيداً من الضغط على أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

تراجع أسعار الذهب وتأثير البيانات الاقتصادية

تظهر البيانات الاقتصادية الأخيرة أن تباطؤ إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة كان واضحاً خلال شهر أبريل الماضي، حيث يعكس هذا الأداء سلوكاً احترازياً من قبل المستهلكين الأمريكيين، وبالتزامن مع ذلك، ظهر انخفاض قياسي في واردات السلع مع التكيف المتزايد للشركات مع الرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها الحكومة؛ مما يعزز من حالة الحذر وعدم الاستقرار لدى المستثمرين.
من ناحية أخرى، فقد أظهرت مؤشرات التضخم المفضلة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي استقراراً نسبياً، وهو الأمر الذي يميل إلى تقليل احتمالات خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي، ما يضع الذهب في وضع ضعيف حيث يعتمد المعدن الأصفر على بيئة أسعار فائدة منخفضة لتحقيق مكاسب أكبر.

عودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

التوترات بين الولايات المتحدة والصين عادت لتلقي بظلالها على الأسواق بعد تصريحات الرئيس الأمريكي التي اتهم فيها الصين بعدم الالتزام بالاتفاقيات التجارية السابقة، وفي هذا السياق، أقر وزير الخزانة الأمريكي أن المحادثات مع بكين تمر بحالة من الجمود، وهو ما أدى إلى تضييق مساحة التفاؤل في أسواق المال وزادت من الضغط السلبي على أسعار الذهب، حيث يؤدي هذا النوع من التوترات التجارية إلى تحفيز اضطراب واسع في أسواق المعادن.

السياق الفني لتراجع أسعار الذهب

على صعيد التحليل الفني لسوق الذهب، أشار محللون بارزون إلى أن المعدن النفيس فشل مرتين في تجاوز مستوى المقاومة القريب البالغ 3328 دولاراً، وهو ما أدى إلى توجيه المستثمرين نحو التخلي عن صفقات الشراء قصيرة الأجل، وساهم هذا الفشل الفني في زيادة الضغط على الأسعار ودفعها للهبوط خلال الأسبوع الماضي، ليكبد الذهب خسارة أسبوعية بلغت حوالي 2%، على الرغم من المكاسب الكبيرة التي حققها في الأسبوع السابق والتي بلغت نحو 5%.

الأداء الإجمالي للمعدن النفيس رغم التحديات

رغم الانخفاضات الأخيرة، لا يزال الذهب يسجل مكاسب إجمالية منذ بداية العام تجاوزت 25%، حيث يتعزز الطلب عليه بصفته ملاذاً آمناً، في ظل حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق بسبب السياسات التجارية القائمة على الرسوم الجمركية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي، أما عن أسعار المعادن الأخرى، فقد تراجعت أسعار الفضة والبلاديوم والبلاتين بشكل متزامن، مما يعكس حالة الاضطراب العام التي تسود أسواق المعادن الثمينة.