«منظومة وقائية» المملكة تطلق خطة شاملة تبدأ من الطفولة لتعزيز صحة المواطن

تعمل المملكة العربية السعودية على بناء منظومة وقائية شاملة تبدأ من الطفولة وتُركز على تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض بالإضافة إلى رفع متوسط عمر الإنسان، وذلك من خلال العديد من المبادرات والبرامج التي تسهم بشكل إيجابي في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتتضمن هذه الجهود خفض معدلات الأمراض المعدية، تحسين التدريب الصحي، وتوطين الصناعات الصحية.

خفض معدلات الأمراض المعدية لتحقيق الوقاية المجتمعية

نجحت المملكة في تحقيق انخفاض كبير في معدلات الأمراض المعدية بنسبة تجاوزت 87.5%، وقد شمل ذلك أمراضًا خطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي (ج) وحمى الضنك والملاريا والدرن والحصبة، ويعود هذا الإنجاز إلى تكثيف برامج التحصين وحملات التوعية التي شملت كل الفئات العمرية، إضافة إلى التوعية بأهمية الكشف المبكر، ما يعزز الوقاية من تلك الأمراض ويهيئ بيئة صحية تسهم في رفع متوسط عمر الإنسان داخل المجتمع السعودي.

أكاديمية الصحة العامة ودعم الكفاءات الوقائية

أطلقت وزارة الصحة السعودية أكاديمية الصحة العامة ضمن خططها للارتقاء بالمنظومة الصحية الوقائية، حيث تستهدف رفع جاهزية الكوادر الصحية من خلال تدريب متخصص في مجالات تشمل الصحة البيئية، الأوبئة، الأمراض السارية والمزمنة، كما تم تطوير برامج تركز على الكشف المبكر للأطفال حديثي الولادة لتجنب الأمراض الوراثية والاعتلالات الغذائية، مما يساهم في الحماية من المخاطر الصحية وتعزيز متوسط عمر الإنسان.

إستراتيجية مكافحة الغرق لحماية الأطفال

سعت المملكة إلى حماية الأطفال من مخاطر الغرق من خلال تدشين الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الغرق، وتهدف هذه المبادرة إلى حماية الأطفال واليافعين عبر برامج توعية متكاملة تشمل التدريب العملي، وتعزيز التثقيف الصحي في المناهج الدراسية، ويعكس هذا التوجه اهتمامًا خاصًا بفئة عمرية صغيرة لضمان سلامتها ودعم متوسط عمر الإنسان بدءًا من الطفولة.

توطين الصناعات الصحية وتعزيز الأمن الدوائي

تواصل المملكة جهودها في توطين الصناعات الصحية، حيث تم إنتاج 31 منتجًا صحيًا محليًا ونقل التكنولوجيا المرتبطة بها، إضافة إلى توقيع اتفاقيات ضمن القائمة الإلزامية لتعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاع الصحي، مما يسهم في تأمين التزود الدوري بالمستلزمات الصحية للمواطنين وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة ومتوسط عمر الإنسان.

مبادرات الصحة النفسية لتحقيق الاستقرار المجتمعي

دعم مركز تعزيز الصحة النفسية إطلاق مبادرات شاملة تهدف إلى رفع الوعي وتقليص وصمة المرض النفسي داخل المجتمع، حيث تم تدريب العاملين الصحيين وأفراد المجتمع على مهارات التدخل النفسي، كما أهتمت المبادرات بتقديم برامج تدريبية معتمدة وشهادات تهدف إلى تحسين الصحة النفسية بشكل مستدام، وهكذا، تعزز القدرة على تحقيق حياة أطول وأفضل.

التحول الوقائي ونتائجه في رفع متوسط عمر الإنسان

جميع هذه المبادرات الصحية تحوّل القطاع الصحي من التركيز على العلاج إلى تعزيز الوقاية، ما أثمر عن رفع متوسط عمر الإنسان في المملكة إلى 78.8 عامًا، مع استهداف وصوله إلى 80 عامًا بحلول عام 2030، وذلك بفضل منظومة وقائية شاملة تشمل التحصين، التعليم، وتطوير الكفاءات الصحية والبحث العلمي، وتعد هذه الجهود دليلًا واضحًا على التزام المملكة بتنمية مجتمع صحي وحيوي.