الفن بين الذوق والأخلاق: هل نحن أمام إبداع راقٍ أم فوضى مستمرة؟

العديد من القضايا اليومية تفرض نفسها كموضوعات للنقاش عندما يتعلق الأمر بتحسين واقعنا المعيشي. ولكن، المثير للقلق هو تكرار نفس المشكلات وعدم وجود خطوات حقيقية لتجاوز ما نسميه “عنق الزجاجة”. إحدى هذه المشاكل التي تتكرر بصورة واضحة في الأردن تكمن في الفوضى المرورية. فهل يمكن اعتبار القيادة في شوارعنا مرآة تعكس ثقافتنا المجتمعية؟ أم أن المشكلة أعمق وترتبط بغياب التخطيط والتوعية؟

مشاكل المرور في العاصمة عمّان

القيادة في عمّان ليست مجرد روتين يومي، بل تجربة تضعك في مواجهة مع تحديات مرورية متكررة. الفوضى على الطرق هي السمة البارزة: من تجاوز الإشارات الحمراء إلى الوقوف العشوائي وغياب احترام المشاة. ما يزيد الوضع سوءًا هو تعامل بعض السائقين مع الطرق كأنها أملاك خاصة، غير مكترثين بقواعد السير الأساسية. هذه السلوكيات تتناقض تمامًا مع شعار “القيادة فن وذوق وأخلاق” الذي يُفترض أن يعكس ثقافة حضارية.

هل المشكلة في السائق أم النظام؟

عند التفكير في أصل المشكلة، يمكننا التساؤل: هل السبب يكمن في غياب الوعي لدى بعض السائقين أم في النظام المروري ذاته؟ على الرغم من جهود الجهات الرسمية لتطبيق القوانين، يظل الاستهتار ظاهرة منتشرة. ضعف البنية التحتية، والزحام الشديد في الشوارع، وغياب وسائل نقل عام كفوءة يزيد من تفاقم الأزمة. الحل لا يكمن فقط في العقوبات بل أيضًا في تعزيز ثقافة احترام القانون وضمان توافر بدائل نقل فعالة.

كيف نخرج من عنق الزجاجة؟

الخروج من عنق الزجاجة يتطلب تكاتف الجهود لتطوير حلول عملية وفعالة. التوعية الموجهة أمر ضروري لتعزيز ثقافة الاحترام على الطرق، إضافة إلى تحسين النقل العام لتخفيف الضغط على الشوارع. كما يجب تشديد الرقابة على السلوكيات المخالفة وفرض قوانين صارمة على المخالفين. التغيير يبدأ من الأفراد أنفسهم عندما يدركون أن الالتزام بالقانون واحترام حقوق الآخرين هو السبيل لبناء مجتمع متحضر.

ختامًا، يجب أن ندرك أن تحسين المرور لا يتعلق فقط بضبط السلوكيات الخاطئة، ولكنه يعكس صورة مجتمعنا بأكمله. علينا أن نسعى جميعًا لتطبيق هذا التغيير وتحقيق أثره الإيجابي، فهل نحن مستعدون للقيام بهذه الخطوة اليوم؟