«تعرف الآن» الذهب يقترب من تحقيق مكاسب شهرية جديدة للشهر على التوالي

شهد سعر الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات صباح الجمعة، حيث بلغ سعر الأونصة 3294 دولارًا، بانخفاض قدره 0.71% عن الجلسة السابقة، يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد الترقب لإصدار بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) في الولايات المتحدة، الذي يُعتبر المقياس الرئيسي لمستوى التضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. تشير التوقعات إلى تسجيل المؤشر الأساسي زيادة طفيفة بنسبة 0.1% شهريًا و2.5% سنويًا، ما قد يؤثر بشكل كبير على السياسة النقدية المستقبلية للفائدة الأمريكية.

تحليل أسعار الذهب وتأثير البيانات الاقتصادية

في ظل انتظار الأسواق للبيانات الاقتصادية الأمريكية، تعرض الذهب لخسائر أسبوعية تجاوزت 1%، بعدما شهد ارتفاعًا بنسبة 1% يوم الخميس، هذه الزيادة جاءت بعد قرار محكمة الاستئناف الفيدرالية بتفعيل رسوم جمركية فرضها الرئيس السابق ترامب، ما أثار تقلبات بالسوق مجددًا، كما ارتفع اهتمام المستهلكين بالتحليل الدقيق لحركة الأسعار نتيجة هذه العوامل.
في الوقت ذاته، أكدت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، أن هناك احتمالًا لتنفيذ خفضين في أسعار الفائدة هذا العام، لكن البنك المركزي يفضل تثبيت الفائدة حاليًا لضمان تحقيق مستهدف التضخم البالغ 2%، وعلى الرغم من الإجراءات النقدية الحذرة، شهد الذهب دعمًا نسبيًا إضافيًا مع تصاعد النقاشات حول تأثير زيادة التعريفات الجمركية على الأسواق.

تحليل فني لسعر الذهب اليوم

تقنيًا، يُظهر الأداء الحالي للذهب ضعفًا ملحوظًا في الزخم التصاعدي على الإطار الزمني لأربع ساعات، إذ يتداول السعر عند مستويات قريبة من 3295 دولارًا للأونصة، فيما فشل في كسر الحاجز العلوي للنموذج المثلث المتماثل الذي كان يتحرك ضمنه منذ إبريل. إضافة لذلك، واجه السعر مقاومة عند المتوسط المتحرك عند مستوى 3310 دولار، مما أضعف النظرة الإيجابية في المدى القريب.
مؤشر القوة النسبية RSI، الذي يقف حاليًا عند مستوى 46.99، يُظهر إشارات تذبذب وضعف الزخم الشرائي، مما يترك المجال مفتوحًا للتحرك بين نقاط الدعم والمقاومة الرئيسية، وفق التوقعات الحالية، في حال استمر الضغط البيعي، قد يختبر سعر الذهب مستويات دعم مثل 3260 ثم 3204 دولار على التوالي، بينما إذا ارتفع السعر مُخترقًا 3310 دولار بإغلاق قوي، فقد يتجه لاستهداف مستويات 3365 ثم 3433 دولار مدعومًا بتحسن أحجام التداول وعودة الزخم الشرائي للسوق.

التوقعات المتوسطة والطويلة الأجل

على المدى المتوسط، يظل الذهب مدعومًا في ظل ارتفاع المخاطر التضخمية والبطالة، إذ تشير البيانات إلى تحقيق مكاسب شهرية طفيفة بلغت 0.2% حتى الآن، مع تسجيل الذهب ارتفاعًا للشهر الخامس على التوالي، على صعيد آخر، شهدت التدفقات التجارية المرتبطة بالذهب تحسنًا ملحوظًا؛ حيث زادت صادرات الذهب الأمريكي إلى سويسرا بعد قرار رفع الرسوم الجمركية عن المعادن الثمينة، وهو ما يدعم ديناميكية السوق.

بصفة عامة، يبقى سعر الذهب تحت المراقبة الدقيقة من قبل التجار والمستثمرين، إذ أن تقلباته الحالية تربطها بالتوازي التغيرات الاقتصادية الحاصلة في المؤشرات الأمريكية، وسيظل هذا المعدن محور اهتمام الأسواق بالفترة القادمة.