«انخفاض تاريخي» سعر الذهب عالميًا يرتبط بارتفاع الدولار وترقب تقرير التضخم الأمريكي

واصلت أسعار الذهب تراجعها عالميًا اليوم الجمعة مع تسجيل ارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي، حيث يسود الترقب من قبل المستثمرين لتقرير رئيسي عن معدلات التضخم في الولايات المتحدة، ويُتوقع أن يساهم هذا التقرير في إعطاء صورة أوضح عن سياسة الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية.

أسعار الذهب العالمية وتأثير التضخم الأمريكي

شهدت أسعار الذهب الفورية انخفاضًا بنسبة 0.5% حيث بلغ السعر 3300.59 دولار للأوقية، أما أسعار السبائك فقد تراجعت بنسبة 1.7% خلال الأسبوع الجاري، وعلى صعيد العقود الآجلة، شهدت الأسعار انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.5% لتصل إلى 3298.30 دولار للأوقية، ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% جعل الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الأجانب، مما أثر بشكل مباشر على حركة السوق.

دور تقرير التضخم في تحديد مسار الاحتياطي الفيدرالي

ينتظر العديد من المستثمرين اليوم صدور تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لمراقبة التضخم، يعتبر هذا التقرير علامة بارزة في توقع القرارات المستقبلية المتعلقة برفع أو تخفيض معدلات الفائدة، في بيئة تتميز بمعدلات فائدة منخفضة، تميل السبائك غير ذات العائد إلى اكتساب ميزة تنافسية، مما يجعلها خيارًا آمنًا للمستثمرين في حالات التضخم المرتفع.

الذهب ومعادن نفيسة أخرى: حركة وتغيرات

لم يقف الأمر عند الذهب فقط، حيث تضمنت التغيرات أيضًا المعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة خلال التعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.8% ليبلغ السعر 33.07 دولار للأوقية، أما بالنسبة للبلاتين فقد استقر السعر عند 1081.93 دولار للأوقية وظل دون تغير ملحوظ، بينما البلاديوم شهد تراجعا بنسبة 0.3% ليبلغ 970.43 دولار، مما يؤكد حالة التذبذب التي تمر بها أسواق المعادن بشكل عام بسبب العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة.

الأحداث الاقتصادية والسياسية المؤثرة على أسعار المعادن

كانت هناك تطورات واضحة على الساحة السياسية والاقتصادية أيضًا، حيث أصدرت محكمة فيدرالية أمريكية قرارا برفض الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة السابقة بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، وجاء هذا القرار بناءً على تجاوز السلطة القانونية في تطبيق الرسوم، بالإضافة إلى ذلك، أشار وزير الخزانة الأمريكي إلى وجود بعض العراقيل في المحادثات التجارية مع الصين، حيث أكد أن التقدم في هذه المفاوضات يتطلب تدخلًا مباشرًا من قيادات البلدين، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد للأسواق العالمية.

يتضح أن مشهد أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى لا يزال شديد التأثر بالأسواق العالمية وعوامل التضخم، إلى جانب التداعيات الاقتصادية والسياسية المستمرة، في ظل هذه الظروف، تظل مسارات الأسواق مرتبطة بشكل وثيق بتوقعات المستثمرين وتحركات المؤشرات العالمية.