«ارتفاع قياسي» الذهب يقفز بنسبة 25 بالمئة خلال أول 5 أشهر من 2025

شهد الذهب خلال الأشهر الأولى من عام 2025 تحولاً مثيراً في أدائه حيث ارتفع بشكل غير مسبوق، متجاوزًا 25% من قيمته، مما جعله يحتل الصدارة بين جميع الأصول الاستثمارية، هذا الارتفاع يُبرز الطلب المتزايد على المعدن النفيس كملاذ آمن لدى البنوك الكبرى والمؤسسات الاستثمارية حول العالم والتي بدأت ترفع توقعاتها بوصول الذهب إلى مستويات تاريخية جديدة.

أداء الذهب ودوافعه

سجل الذهب أداءً قويًا في الأشهر الماضية، منتقلًا من 2700 دولار للأوقية في يناير إلى مستويات 3300 دولار في منتصف العام، حيث عززت مكاسب الذهب الثقة بين المستثمرين ودفعت حجم السوق إلى ما يقارب 4 تريليونات دولار، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى البيئة الاقتصادية المشبعة بالتضخم وتزايد الضغوط الجيوسياسية، فضلاً عن الشكوك إزاء القدرة على تحقيق نمو اقتصادي عالمي مستدام، كل هذا أسهم في جعل الذهب خيارًا رئيسيًا لتعزيز استقرار المحافظ الاستثمارية.

الكلمة المفتاحية: توقعات الذهب المستقبلية

أصبحت توقعات الذهب المستقبلية أكثر إشراقًا مع توقعات بارتفاع قيمته إلى 4000 دولار للأوقية أو أعلى خلال الأعوام القادمة، حيث تؤكد بنوك كبرى مثل جي بي مورجان وبنك أوف أميركا أن السعر الحالي للذهب ما هو إلا بداية موجهة قوية، بل ترى مؤسسات أخرى إمكانية وصوله إلى 8900 دولار خلال الأربع سنوات القادمة نتيجة إصلاحات هيكلية في الطلب العالمي وارتفاع الطلب الاستثماري على هذا المعدن بشكل ملحوظ.

العوامل المؤثرة في الطلب على الذهب

يمثل النشاط الاستثماري السبب الرئيسي وراء الطفرة الكبيرة في الطلب على الذهب، حيث يمثل الاستثمار نحو 45% من إجمالي الطلب العالمي، وقد زاد بواقع 170% منذ بداية العام، إضافةً إلى اعتماد البنوك المركزية، التي زادت احتياطياتها من الذهب بمعدلات كبيرة لتصل إلى 20% من الطلب العالمي، كما تُعد المخاوف الجيوسياسية وتراجع ثقة الأسواق بالدولار الأمريكي من الأسباب المحورية التي دفعت المؤسسات لتعزيز استثماراتها بالذهب كمخزون للقيمة في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.

محركات رئيسية لارتفاع أسعار الذهب

ارتبطت توقعات الذهب المستقبلية ارتباطًا وثيقًا بـعوامل متنوعة مثل تراجع قيمة الدولار الأمريكي، حيث يُعتبر الذهب الخيار الأول حين تتراجع قيمة العملة الخضراء أو في ظل سياسات التشديد النقدي، علاوة على ذلك، تلعب قوى السوق في الاقتصادات الآسيوية دورًا ملحوظًا، فالطلب من الصين والهند شهد ارتفاعًا كبيرًا، إذ تصدرت الصين قائمة أكبر أسواق الذهب بنسبة نمو قدّرت بـ46% عند مقارنتها بالولايات المتحدة، مما أدى إلى تحول الطلب نحو الشرق بشكل استراتيجي.

أرقام موثوقة حول الذهب

مجالات الطلب القيمة
الطلب الاستثماري 1179 طنًا
مشتريات البنوك المركزية 244 طنًا
استهلاك الصناعات التكنولوجية 80 طنًا
الطلب على المجوهرات 33% من الطلب الإجمالي

لماذا الرهان على الذهب؟

تتزايد أهمية الذهب تدريجيًا باعتباره ضرورة استراتيجية وليس مجرد خيار استثماري، خصوصًا مع تعمق الأزمات الاقتصادية واستمرار التحولات الجيوسياسية التي تدفع الحكومات والمؤسسات لتعزيز احتياطاتها من المعدن الثمين، ومع اقتراب قيمة الذهب من مستوى 4000 دولار للأوقية، فإن توقعات الذهب المستقبلية تدل على أن هذا المعدن النفيس لا يزال متربعًا على عرش الأصول الدفاعية والمؤثرة اقتصاديًا.