مشروعات لوجستية ضخمة تعزز مكانة مصر العالمية في مجال الموانئ

يعد تطوير ميناء السخنة واحدًا من أبرز الإنجازات اللوجستية التي تضع مصر على خريطة الموانئ العالمية بشكل متميز، حيث يمثل المشروع نقلة نوعية هائلة في قطاع النقل البحري والبنية التحتية المتعلقة به، ويجسد رؤية طموحة تعكس طاقة الدولة على تنفيذ مشروعات لوجستية متكاملة وفقًا لأفضل المعايير الدولية لتحقيق التنمية المستدامة.

تطوير ميناء السخنة وتحوله إلى مركز لوجستي عالمي

أكد الدكتور عمرو السمدوني، سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات، أن مشروع تطوير ميناء السخنة يُعد إنجازًا هندسيًا ولوجستيًا غير مسبوق في مصر، حيث يخضع الميناء لتحديثات تجعل من بنيته التحتية جوهرة هندسية تستوفي معايير الموانئ المحورية عالميًا، يمتد الميناء لرصيف بحري بطول 18 كيلومترًا وبعمق 18 مترًا، بالإضافة إلى شبكة سكك حديدية تبلغ حوالي 30 كيلومترًا ترتبط بخدمات القطار الكهربائي السريع، مما يعزز من أسرع وسائل النقل لخدمة التجارة العالمية، ويتجاوز المشروع مجرد الاهتمام بالبنية التحتية ليشمل نمط تشغيل يعتمد على الأتمتة والتكنولوجيا الذكية؛ مما يعزز من الكفاءة التشغيلية في تداول الحاويات.

ميناء السخنة ودوره في التحول إلى موانئ الجيل الرابع

يُعد ميناء السخنة نموذجًا جديدًا لموانئ الجيل الرابع التي تعتمد على الحلول الذكية والتكامل بين العناصر المختلفة لسلاسل الإمداد، حيث يهدف المشروع لتسهيل حركة السفن العملاقة وإنهاء الإجراءات الجمركية بسرعة قياسية، كما تم إنشاء ساحات تداول عملاقة تغطي مساحة تتجاوز 9 ملايين متر مربع، إلى جانب إزالة كميات هائلة من الرمال تصل إلى 250 مليون متر مكعب للاستفادة منها في بناء الموقع؛ يعكس هذا المشروع إدارة مصرية تعتمد على التخطيط والتنفيذ المعتمد على الابتكار والجودة.

ممر لوجستي متكامل يربط ميناء السخنة بالإسكندرية

أشار السمدوني إلى أن تطوير ميناء السخنة لم يقف عند تحسين البنية التحتية للميناء فحسب، بل تم دعمه بممر لوجستي متكامل يمتد من ميناء السخنة إلى ميناء الدخيلة مرورًا بمحور السخنة – الإسكندرية، إقامة مثل هذا الممر تدعم تحويل مصر إلى مركز إقليمي لإعادة التصدير؛ كما أن نجاح تقليص زمن الإفراج الجمركي من 29 يومًا إلى يوم واحد يمنح مصر قدرة تنافسية قوية لجذب الاستثمارات التجارية العالمية وتعزيز الاقتصاد الوطني بشكل مستدام.

الشراكة مع الشركات العالمية وميناء السخنة

تعكس الشراكات بين ميناء السخنة وشركات رائدة عالميًا مثل “هاتشيسون” و”موانئ أبوظبي” الثقة الدولية التي اكتسبتها الموانئ المصرية، تعمل هذه الشراكات بنظام حق الانتفاع الذي يوفر عائدًا اقتصاديًا دون المساس بالملكية الوطنية للميناء؛ كما يعزز هذا النموذج الابتكاري من قيمة ميناء السخنة كمنصة صناعية ولوجستية متكاملة تجمع بين الإنتاج والتصدير، مما يجعل الميناء أكثر من مجرد نقطة عبور بل منصة متكاملة ذات قيمة مضافة.

ميناء السخنة على خريطة الموانئ العالمية

لا يقتصر تأثير تطوير ميناء السخنة داخل الحدود المحلية فقط، بل نجح في وضع مصر على خريطة الموانئ العالمية، دخول الميناء ضمن موسوعة جينيس العالمية بأطول رصيف بحري يعكس الطفرة النوعية التي شهدتها البنية التحتية واللوجستيات في مصر؛ يدلل ذلك على الحرص على تماشي الخطط التنموية مع رؤية مصر 2030، التي تسعى إلى تعظيم الفوائد الاقتصادية وتحقيق التكامل التجاري والصناعي مع الأسواق العالمية.