«تراجع كبير» أسعار الذهب تهبط عالميًا بنسبة 2.4 وسط تساؤلات عن السبب

تشهد أسعار الذهب العالمي تراجعًا ملحوظًا هذا الأسبوع، بعدما انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من أسبوع بنسبة تصل إلى 2.4%، يتزامن هذا الانخفاض مع قرار محكمة اتحادية أمريكية قضى بوقف الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس سابقًا، مما قلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن وعزز قوة الدولار الأمريكي.

تراجع أسعار الذهب بسبب القرارات التجارية

خلال تداولات اليوم انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 0.30%، لتصل إلى 3245 دولار للأونصة، بعدما بدأت التداول عند مستوى 3289 دولار، يأتي هذا التراجع مدفوعًا بعوامل اقتصادية عالمية أثرت سلبًا على الذهب، منها تعزيز شهية المخاطرة نتيجة تراجع الرئيس الأمريكي السابق عن تصعيد الرسوم الجمركية الأوروبية، وهو ما شجع الأسواق على زيادة الإقبال على الاستثمار المخاطِر بدلاً من الذهب.
كما أثر الأداء القوي للدولار الأمريكي على مدار 3 جلسات سابقة سلبًا على أسعار الذهب، حيث أدى ارتفاع مؤشر الدولار الذي يقيس الأداء مقابل العملات الرئيسية إلى زيادة التكلفة النسبية على السلع المسعرة به، خصوصًا الذهب.

أثر الرسوم الجمركية على أسعار الذهب

قامت محكمة تجارية أمريكية بتعليق فرض رسوم جمركية شاملة كانت قد بدأت في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، حيث أكد حكم المحكمة أن الإدارة تجاوزت صلاحياتها القانونية، وتسبب هذا القرار في رفع شهية المستثمرين نحو المخاطرة بدلاً من اللجوء للذهب، وربما يؤدي الاستئناف على هذا القرار إلى استمرارية حالة عدم اليقين.
الدعوى القضائية لفتت الانتباه إلى أهمية استقرار التجارة العالمية ومدى تأثير الرسوم الجمركية على الاستثمارات، وتتواصل التوقعات بأن محاولات استئناف القرار من إدارة ترامب قد تحافظ على مستوى معين من الاضطراب في الأسواق خلال الفترة المقبلة.

التوقعات الإيجابية تجاه أسعار الذهب

على الأمد الطويل يتمسك المستثمرون بالتفاؤل تجاه أسعار الذهب، حيث يُتوقع أن تؤدي العوامل الاقتصادية السلبية إلى تعزيز قيمته كملاذ آمن، الضغوط التضخمية المرتفعة التي حذر منها البنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب مؤشرات البطالة المتزايدة، هي عوامل تحفز التوجه نحو الذهب كاستثمار مستقر؛ خاصة إذا تعرض الدولار للضعف خلال المستقبل القريب.
محضر اجتماع البنك الفيدرالي كشف أن البنك قد يواجه تحديًا جديدًا في تحقيق توازن بين مكافحة التضخم ودعم التوظيف، وهو ما قد يدفعه لخيارات تميل نحو تخفيض السياسات المالية المتشددة، في ظل هذه الظروف ينصح خبراء الأسواق مثل بنك جولدمان ساكس بالتركيز على الذهب كملاذ دائم للمحافظ الاستثمارية بعيدة الأمد.

واردات الذهب واتجاهات الأسواق

تشير بيانات صادرة مؤخرًا إلى ارتفاع واردات سويسرا من الذهب الأمريكي في شهر أبريل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2012، جاء ذلك بعد استبعاد الذهب والمواد النفيسة الأخرى من الرسوم الجمركية الأمريكية، مما يشير إلى تدفق تجاري متزايد يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على أسعار المعدن مستقبلاً؛ إذ يدفع الطلب القوي أسواق الذهب نحو مزيد من الاستقرار مقارنة بالفترات الماضية.
في ضوء هذه البيانات، تظل أسعار الذهب مؤهلة لحركة تصحيحية في السوق العالمية، مدفوعة بتأثيرات اقتصادية وتجارية متشابكة تخص الأسواق المالية والقرارات السيادية، وإذا ما ظل الدولار قويًا فقد تحد هذه القوة من تعافي الذهب على المدى القصير.