«أزمة جديدة» اقتصاد إيران بين اضطراب الدولار وهبوط الأسواق وغلاء الذهب

تحظى سوق العملات في إيران باهتمام واسع بسبب ارتباطها بتحولات سياسية دولية وظروف اقتصادية محلية، وقد شهدت هذه السوق مؤخراً حالة من الاضطراب، خاصة مع استمرار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، حيث أثرت المفاوضات بصورة واضحة على استقرار سعر الدولار، الذي تراوح بين 82 و83 ألف تومان (1.97 – 1.99 دولار)، فضلًا عن تقلب أسعار الذهب والبورصة. سنستعرض أبرز معالم هذه التحولات وانعكاسها على الأسواق المالية الإيرانية.

تأثير المفاوضات على سعر الدولار

شهد الدولار ارتفاعاً مؤقتاً بعد تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي في 20 مايو، حيث أشار إلى احتمالية عدم جدوى المفاوضات، مما دفع الدولار إلى مستوى 85 ألف تومان (2.04 دولار) لمدة يومين قبل أن ينخفض مجددًا إلى نطاق 83 ألف تومان عند الإعلان عن موعد الجولة الخامسة من المفاوضات، إلا أن استقرار الدولار الأخير يعكس حذر المتداولين وانتظارهم لتحديد مصير المفاوضات، وقد توقع الخبراء أنه في حالة أي تقدم ملموس في المفاوضات، يمكن أن ينخفض الدولار إلى نطاق 75-80 ألف تومان (1.80 – 1.92 دولار).

قرارات البنك المركزي وتأثيرها على سوق العملات

أصدر البنك المركزي الإيراني تعميمًا جديدًا ينظم تداول العملات الأجنبية، حيث يسمح للأفراد بحيازة مبلغ يصل إلى 10 آلاف يورو أو ما يعادله دون مستندات، بينما يجب أن يتم توثيق أي مبالغ تفوق هذا الحد بإحدى المستندات المقبولة، مثل إيصالات الصرافة أو الإقرار الجمركي، هذا الإجراء يسعى إلى تنظيم السوق وتقليل تدفق الأموال غير القانونية، واستثنى البنك المؤسسات المالية ومكاتب الصرافة من القيود الجديدة، مشيرًا إلى تطبيق صارم للقوانين في حال وجود مصدر غير شرعي للأموال.

سيناريوهات محتملة لسوق الصرف الإيراني

  • في حال فشل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، يُتوقع أن يرتفع سعر الدولار إلى نحو 92 ألف تومان (2.21 دولار).
  • إذا تم التوصل إلى اتفاق خلال الجولة المقبلة، قد ينخفض الدولار بشكل كبير إلى أقل من 80 ألف تومان (1.92 دولار).
  • أما إذا استمرت المفاوضات دون نتائج، فمن المرجح أن يبقى الدولار في نطاق تقلبات 81-84 ألف تومان (1.94 – 2.02 دولار).

أسعار الذهب العالمية وانعكاسها محليًا

تأثرت أسعار الذهب بالتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية، حيث بلغ سعر الأونصة 3358 دولارًا، ويرجح الخبراء أن استمرار ارتفاع أسعار الذهب عالميًا، وخطط الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية على واردات أوروبية، قد يُعزز مكانة الذهب كملاذ آمن، على المستوى المحلي تراجعت أسعار سبائك الذهب في إيران مثل سبائك “إمامي” و”بهار آزادي”، نتيجة لاستقرار نسبي لوحظ في سوق العملات بسبب التقدم الضئيل في المفاوضات.

انعكاسات الوضع السياسي على سوق البورصة

تُظهر سوق البورصة تقلبات كبيرة تأثراً بالأخبار المتعلقة بالمفاوضات السياسية، حيث شهد المؤشر العام ارتفاعًا طفيفًا السبت، ليعود إلى الانخفاض مجددًا في الأيام اللاحقة، الخبراء يعزون هذه التقلبات إلى السلوك العاطفي للمستثمرين غير المحترفين، بالإضافة إلى الغموض السياسي الذي يشكل ضغطًا على السوق، مع استمرار نشاط المستثمرين تجاه أسهم الشركات الصغيرة كخطوة احترازية.

مستقبل الأسواق المرتبطة بالمفاوضات

مع اقتراب موعد الجولة المقبلة من المفاوضات، يتوقع خبراء أن تشهد الأسواق المرتبطة، مثل العقارات، موجة جديدة من النشاط المرتبط بنتائج المفاوضات، حيث تتطلع هذه القطاعات إلى تحقيق استقرار قد يُقدم فرصًا للمعاملات الجديدة، في الوقت نفسه، يؤكد استمرار حالة الترقب ارتباط السوق الإيرانية الكبير بالعوامل السياسية والاقتصادية الخارجية.