أجهزة “هواوي” للجيل الخامس تثير التساؤلات حول أمان بيانات المصريين

أجهزة هواوي لتشغيل الجيل الخامس تعتبر من المواضيع التقنية التي أثارت جدلًا كبيرًا في العالم خلال السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى ارتباط اسم الشركة بمخاوف أمنية تتعلق بالتجسس واختراق البيانات، ومع تسارع إطلاق خدمات الجيل الخامس (5G) في مصر وأماكن أخرى، تتزايد التساؤلات حول مدى تأثير التعاون مع هواوي على خصوصية وأمان المستخدمين، وهو ما يجعل هذا الموضوع محط اهتمام عالمي.

تعاون هواوي مع شركات الاتصالات المصرية

تزامنًا مع انطلاق شبكات الجيل الخامس، وقعت شركات الاتصالات المصرية عقود تشغيل الشبكة الجديدة، وقد تصدرت المصرية للاتصالات توقيع عقود الجيل الخامس بقيمة 150 مليون دولار، ولم تقتصر الأمور على توفير الترددات فقط، بل شملت التعاون مع شركات كبرى مثل نوكيا وهواوي، ومن خلال هذا التعاون سيتم إدخال تقنيات حديثة مثل Massive MIMO التي توفر كفاءة وحلولًا مبتكرة لتحسين تغطية الشبكة بفضل تقنيات متقدمة منها BladeAAU وDIS 5G.

رغم الفوائد المتوقعة، يبقى الاعتماد على أجهزة هواوي مثار تساؤل بسبب الجدل الدولي المحيط بالشركة ومعداتها، بالتزامن مع ازدياد أهمية تأمين البيانات في عصر التحول الرقمي، تجاهل مثل هذه المخاطر من شأنه زيادة التحديات الأمنية.

مخاوف أمنية مرتبطة بأجهزة هواوي

الاعتماد على أجهزة هواوي في تشغيل شبكات الجيل الخامس سبّب قلقًا عالميًا، حيث تواجه الشركة الصينية اتهامات بالتجسس وتطوير معدات تحتوي على ثغرات قد تتيح للأطراف غير المصرح لها الوصول للمعلومات، وقد بدأت هذه الاتهامات منذ عام 2012 بعد تحقيقات أمريكية أشارت إلى أن تكنولوجيا الشركة تشكل خطرًا على الأمن القومي.

انتقادات هواوي تصاعدت أيضًا بسبب ارتباطها المزعوم بالحكومة الصينية، فضلًا عن التحديات الأمنية لتقنيات تشغيل الجيل الخامس التي تعتمد بشكل كبير على البرمجيات والبنية السحابية، وهو ما يزيد من احتمالية التعرض لاختراقات رقمية مع تصاعد الاعتماد على إنترنت الأشياء وانتشار أجهزة مرتبطة بالشبكة مثل السيارات والأجهزة الذكية.

موقف عالمي ضد هواوي

منذ عام 2018، بدأت العديد من الدول اتخاذ إجراءات مباشرة ضد شركة هواوي، حيث منعت أستراليا وهولندا وفيتنام الشركة من المشاركة في تطوير شبكات الجيل الخامس لأسباب أمنية، وأتبعت بريطانيا وألمانيا سياسات مشابهة تضمنت إزالة معدات الشركة من البنية التحتية المستقبلية لشبكاتها.

وفي عام 2024، أعلنت ألمانيا عن آلية لإزالة جميع معدات هواوي وZTE من شبكاتها، تقسيم الخطة إلى مراحل يهدف إلى ضمان تحول تدريجي لتلافي المخاطر التقنية التي قد تنتج عن التبديل الكامل في وقت قصير.

هواوي وصراع الهيمنة التقنية

خبير التقنية محمود فرج يرى أن شركة هواوي أصبحت تمثل تهديدًا للهيمنة التكنولوجية الأمريكية، كونها استطاعت خلال سنوات قليلة قيادة الابتكار في تطوير تقنيات الجيل الخامس، تعزيز التعاون مع دول متعددة رفع من حضور الشركة عالميًا، بينما دفعت هذه الأوضاع الولايات المتحدة إلى فرض قيود صارمة مثل منعها من استخدام نظام أندرويد.

فرج يشير أيضًا إلى أن العالم الرقمي بأكمله عرضة لتهديدات أمنية، وأن التعاون التقني الدولي، سواء مع هواوي أو غيرها، يتطلب اتخاذ خطوات تكاملية لحماية البيانات والبنية التحتية مما يجعل موضوع أجهزة هواوي لتشغيل الجيل الخامس إشكالية تتطلب مزيدًا من النقاش التنظيمي والتكنولوجي عالميًا.