وزير الاتصالات يؤكد أن الأمن السيبراني بات قضية جوهرية للوطن والمجتمع

الأمن السيبراني أصبح اليوم قضية هامة تتجاوز الحدود التقنية لتصبح أولوية مجتمعية وسيادية لا غنى عنها، إذ تتزايد الحاجة إلى تعزيز الحماية الرقمية بالتزامن مع الاعتماد المتزايد على الأتمتة والتكنولوجيا الرقمية، أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الأمن السيبراني يعد محورًا رئيسيًا لمختلف الأنشطة الحياتية والتنموية، موضحًا مدى أهمية التصدي للتهديدات السيبرانية المتنامية من خلال استراتيجيات شاملة تركز على حماية البيانات والتكيف مع تطورات العصر الرقمي.

الأمن السيبراني ركيزة أساسية في التحول الرقمي

في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الدولي CAISEC’25 الخاص بالأمن السيبراني، أشار الوزير إلى الدور المحوري الذي تلعبه حماية البيانات في دعم الذكاء الاصطناعي وتعزيز الأتمتة الرقمية، محذرًا من المخاطر المستقبلية الناجمة عن تطورات مثل الحوسبة الكمية، التي قد تشكل تهديدًا للبنى الرقمية التقليدية، وعليه، دعا الوزير إلى اتخاذ خطوات فورية لتحصين الأنظمة التقنية محليًا وإقليميًا، كما أوضح أن وجود استراتيجية وطنية شاملة تمتد لخمس سنوات هو أساسي لمواجهة هذه التحديات المختلفة.

استراتيجية الأمن السيبراني: رؤية مستقبلية

تقوم الاستراتيجية الوطنية التي أعدها المجلس الأعلى للأمن السيبراني على خمسة محاور محورية تهدف إلى تعزيز دفاعات الدولة في مواجهة التهديدات الرقمية، وذلك من خلال ما يلي:

• زيادة وعي المجتمع بأهمية الأمن السيبراني عبر التثقيف والتوعية.
• إرساء إطار قانوني متكامل لحماية البيانات وضمان الحوكمة الرقمية.
• تطوير الدفاعات السيبرانية من خلال تحديث البنى التحتية الرقمية.
• الاستثمار في بناء كوادر مؤهلة وتطوير البحث العلمي.
• تعميق التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق حماية أمنية مشتركة.

هذا التوجه يعكس التزام الدولة بحماية البنى التحتية التقنية عبر الاعتماد على الخبراء المتخصصين، فالهجمات السيبرانية لم تعد تقتصر على البرمجيات فحسب، بل أصبحت حراكًا تقوده عقول ماهرة.

مؤتمر CAISEC’25: منصة لتعزيز التعاون في الأمن السيبراني

مؤتمر CAISEC’25 يمثل نقطة انطلاق هامة نحو تعزيز الجهود المشتركة لتأمين المستقبل الرقمي، إذ يهدف المؤتمر إلى صياغة سياسات شاملة لحماية الدول والمؤسسات من التهديدات الرقمية العالمية، ويجتمع خلاله أكثر من 180 متحدثًا رئيسيًا، بالإضافة إلى ما يزيد عن 5000 مشارك من صناع القرار والقادة التقنيين، للنقاش حول أطر التعاون في الأمن الرقمي واستعراض أحدث تقنيات الربط والحماية.

يشهد المؤتمر هذا العام مشاركة واسعة من قيادات حكومية وتنفيذية، كما تميز الحفل بتكريم الفائزين بالجائزة العربية لأفضل بحث أكاديمي في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، وهي خطوة تؤكد أهمية الابتكار والبحث العلمي في تطوير تقنيات الحماية الرقمية.

القيمة المجتمعية لحماية الأمن السيبراني

لم يعد الأمن السيبراني مجرد قضية تتعلق بالمؤسسات التقنية، بل أصبح مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف الجهود على كافة المستويات، ويعكس هذا المؤتمر التزام المجتمع الدولي بتوفير بيئة رقمية آمنة ومرنة؛ يهدف إلى تعزيز التفاعل المجتمعي مع القضايا الرقمية والعمل على بناء حلول تطبيقية لتعزيز نظم الحماية، مما يسهم في تحقيق الاستقرار الرقمي في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة.