ارتفاع قياسي في الذهب يدفع فئات جديدة للاستثمار في الفضة

في ظل الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الذهب عالميًا ومحليًا، يبحث العديد من المصريين عن بدائل استثمارية أكثر جدوى بهدف تحقيق الربحية مع تجنب تكاليف الذهب المتصاعدة، وهنا تأتي الفضة لتبرز كخيار جذاب ومناسب لمختلف الشرائح، إذ توفر تحقيق التوازن بين القيمة والمتطلبات المالية، ويعود هذا التوجه إلى عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية جعلت من الفضة استثمارًا مرنًا وجاذبًا.

أسعار الفضة في مصر

خلال الأسبوع الماضي، شهدت أسعار الفضة في مصر نموًا ملحوظًا بنسبة 1.6% مدعومةً بزيادة الطلب الصناعي والتوترات الجيوسياسية العالمية التي دفعت الأسعار نحو الارتفاعات، حيث ارتفع عيار 800 ليصل إلى 47.25 جنيه بعدما كان سابقًا 46.50 جنيه، بينما بلغ سعر عيار 999 حوالي 59 جنيهًا، أما الجنيه الفضة عيار 925 فقد سجل 436 جنيهًا، وفق تقرير “الملاذ الآمن”، تعددت العوامل المؤثرة في توجيه أسعار الفضة محليًا ودوليًا، إذ زاد اهتمام الشركات الكبرى لاستخدامها في صناعات الطاقة النظيفة والإلكترونيات، مما ساهم في تعزيز مكانتها ليس فقط كمعدن ثمين، وإنما كمورد استراتيجي مهم.

أداء الذهب عالميًا وتأثيره على الفضة

على الجانب الآخر، شهد الذهب مستويات قياسية حيث وصلت أوقية الذهب إلى 3400 دولار خلال مايو 2025، وهو ما نتج عنه توسيع الفجوة بين أسعار الذهب والفضة لتسجل نسبة 103.2:1، وهي النسبة الأعلى منذ عقود طويلة، هذا التفاوت الكبير يجعل الفضة مؤهلة وبقوة لتعويض الفارق وتحقيق مكاسب محتملة في الفترة القادمة، ويتزايد الضغط على الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل تقلبات الأسواق المالية عالميًا، مما دفع مستثمرين جدد إلى الدخول في سوق الفضة كمجال ذو مستهدفات أداء مختلفة.

لماذا الفضة تعد استثمارًا في متناول الجميع؟

تحولت الفضة في الآونة الأخيرة إلى أحد الخيارات الاستثمارية المثلى للمواطنين ذوي الدخول المحدودة والمتوسطة، إذ أصبحت الفضة فرصة متاحة دون الحاجة لرأس مال كبير أو إجراءات معقدة مقارنة بالاستثمارات الأخرى، وقد أشار التقرير إلى أن الاستثمار في الفضة يعد وسيلة ذكية للحفاظ على القوة الشرائية والحماية من التضخم المرتفع، كما يتوقع الخبراء أن تصل أسعار الأوقية إلى مستويات قريبة من 100 دولار خلال الفترة القادمة، مما يجعلها مناسبة للمستثمرين على الأمدين القصير والمتوسط، بالإضافة إلى سهولة تداولها عبر محال الصاغة التي توفر هذا المعدن الثمين بمختلف عياراته تبعًا لحاجات المدخرين.

العوامل المؤثرة في زيادة الطلب على الفضة

تتعدد العوامل التي ساهمت في زيادة الطلب على الفضة خلال العقد الأخير، ومن أهمها:

• استخدامها المكثف في صناعات التكنولوجيا والإلكترونيات المتقدمة.
• دورها البارز في تقنيات الطاقة النظيفة مثل الألواح الشمسية.
• التوترات الجيوسياسية العالمية التي حفزت المتداولين لاتخاذها كملاذ آمن.
• القدرة على الاحتفاظ بها كوسيلة ادخار تُتداول بسهولة وفي أي وقت.

من الملاحظ أن الفضة تلعب دورًا كبيرًا في حماية المدخرات وتنويع الاستثمار للمستثمرين الذين يبحثون عن فرصة للابتعاد عن تقلبات الأصول التقليدية، إضافة إلى إمكانية تحقيق عوائد أفضل على المدى القصير.