أسعار الذهب تواصل الارتفاع مع انحسار التوترات التجارية

تواصل أسعار الذهب اليوم تسجيل ارتفاع جديد بأسواق الذهب المحلية، وذلك رغم التحسن في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث ارتفع المعدن الأصفر محليًا وعالميًا مع ترقب الأسواق لصدور محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي مساء اليوم؛ ويأتي هذا النمو مدفوعًا بالحذر والتوتر في أسواق المعادن النفيسة وسط تقلبات حادة في السوق.

أسعار الذهب ترتفع في الأسواق المصرية

شهدت الأسواق المحلية اليوم زيادة ملحوظة في أسعار الذهب، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار 10 جنيهات، ليصل إلى 4630 جنيهًا، في حين سجل سعر الأوقية زيادة قدرها 8 دولارات، ليصل إلى 3313 دولارًا، كما حققت بقية الأعيرة نموًا واضحًا، حيث سجّل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5291 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 حوالي 3969 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 37040 جنيهًا. تشير هذه الأرقام إلى انتعاش ملحوظ مقارنة مع تراجع أسعار الذهب في اليوم السابق.

تأثير الدولار والتوترات الجيوسياسية على الذهب

رغم الإشارات الإيجابية بشأن تقارب تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يبقى الذهب مدعومًا بفعل التوترات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية على مستوى العالم، حيث ذكر خبراء أن جاذبية هذا المعدن النفيس كملاذ آمن لا تزال قوية أمام الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، بما في ذلك تأثيرات صعود الدولار وتحسن مؤشرات الثقة الاقتصادية الأمريكية، ومن المتوقع أن تظل أسعار الذهب عرضة للتغيرات بناءً على تطورات السياسة النقدية الأمريكية والمخاوف الجيوسياسية المتصاعدة.

تحليلات السوق وآراء الخبراء

تشير بيانات منصة “آي صاغة” إلى عودة الزخم إلى الأسواق وسط تقلبات الأسواق العالمية بشكل متسارع؛ وأعرب الخبراء عن توقعاتهم بأن يكون الاجتماع المرتقب للفيدرالي الأمريكي مساء اليوم نقطة تحول بالنسبة للذهب، حيث سيتحدد اتجاه الأسواق بناءً على أي تصريحات تخص أسعار الفائدة أو السياسة الاقتصادية المستقبلية، فضلًا عن القرارات المتعلقة بمحفزات التضخم وأسعار الفائدة الجديدة، بالإضافة إلى أن الأسواق العالمية تُظهر مستويات عالية من الترقب لتحركات الدولار ومدى تأثيره على معدلات الطلب الاستثماري في الذهب.

توقعات تأثير الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الذهب

يتوجه اهتمام المستثمرين أيضًا إلى قراءة محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وما قد يحمله هذا المحضر من إشارات واضحة حول مستقبل السياسة النقدية، حيث إن تثبيت معدلات الفائدة في الوقت الحالي يُبقي الذهب مصدراً لجذب الاستثمارات، بخاصة في ظل الأداء المتذبذب للدولار؛ على الجانب الآخر، يبرز مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) كعامل آخر قد يؤثر بشكل غير مباشر على حركة الذهب عالميًا ومحليًا.

التقلبات الاقتصادية وتأثيرها على أسواق الذهب

ورغم تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية، فإن ذلك لا يدعم الذهب كثيرًا، إذ يؤدي إلى تعزيز التفاؤل بانتعاش الاقتصاد الشامل، ما يقلل جذريًا من الطلب على أصول الملاذ الآمن، كما أن صعود مؤشر الدولار يؤدي إلى الحد من جاذبية الذهب للمستثمرين الأجانب؛ ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن عودة التوترات الجيوسياسية قد توفر دعمًا للمعدن الأصفر على المدى الطويل، مما يجعله خيارًا مفضلاً لدى المستثمرين الباحثين عن الأمان والاستقرار.