حقيقة تحطم طائرة حجاج موريتانية في البحر الأحمر… الفيديو يعود لسياق مختلف

انتشرت خلال الساعات الماضية مزاعم تُفيد بسقوط طائرة حجاج موريتانيين قبالة البحر الأحمر، مصحوبة بمقاطع فيديو تظهر لحظات مأساوية لركاب الطائرة، واستهداف الأخبار المضللة هذه أثار حالة من الفزع والارتباك لدى البعض، ومع ذلك، أثبتت الحقائق الكاملة أن هذه المزاعم غير صحيحة، وقد نفت الخطوط الجوية الموريتانية هذه الأخبار جملة وتفصيلاً.

الكشف عن حقيقة سقوط طائرة حجاج موريتانيين

تناقل العديد من المستخدمين فيديوهين عبر منصات التواصل الاجتماعي يتحدثان عن تحطم طائرة تقل حجاج موريتانيين، الفيديو الأول يظهر ركاب في حالة فزع وصراخ مع اهتزاز ملحوظ للطائرة، بينما الفيديو الثاني يُظهر غرق طائرة ضخمة في البحر؛ هذه الفيديوهات رافقها ادعاء يُزعم فيه وفاة جميع الحجاج الذين كانوا على متن الطائرة، مع ضجة حول وجود 210 راكب، وهو ما تبيّن أنه معلومات مغلوطة تُستخدم بشكل مسيء للترويج للشائعات.

تفاصيل الفيديوهات المنتشرة حول سقوط الطائرة

الفيديو الأول يعود إلى رحلة طائرة تابعة لشركة “ليون إير” الإندونيسية في ديسمبر 2017، وليس له علاقة بأحداث وقعت مع الحجاج الموريتانيين، الفيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مرتين؛ الأولى في عام 2018 مع ادعاءات زائفة بأن الفيديو يخص تحطم طائرة “جي تي 610″، وهذا ما نفاه المدققون آنذاك.
أما الفيديو الثاني، فهو يظهر غرق طائرة إيرباص A330 تركية في عام 2019، وتم إسقاط الطائرة عمدًا كجزء من مشروع سياحي يجذب الغواصين، حيث وُضعت على عمق حوالي 30 مترًا تحت سطح البحر في بحر إيجه، وتم التأكيد أن الفيديو صُوّر أثناء احتفال رسمي بالمشروع في إحدى المناطق السياحية بتركيا.

نفي رسمي من الخطوط الجوية الموريتانية

بعد تداول هذه الادعاءات المضللة، خرجت الخطوط الجوية الموريتانية ببيان رسمي تنفي فيه بشدة المزاعم المغرضة، صرحت الشركة بأن جميع الحجاج الموريتانيين وصلوا بسلام وأمان إلى المملكة العربية السعودية دون تسجيل أي حوادث خلال الرحلات المنظمة لنقلهم، وأوضحت الخطوط الجوية الموريتانية أن الرحلات تمت وفق خطة منظمة تمثلت في ثلاث رحلات ذهاب بدأت من 23 مايو 2025 وانتهت في 25 مايو 2025، مع جدول محدد أيضاً لرحلات العودة المقررة بين 12 و14 يونيو من ذات العام.

الإجراءات ضد الأخبار الزائفة

بناءً على البيان الرسمي للموريتانية للطيران، أوضحت الشركة موقفها ضد نشر الأخبار الكاذبة التي تمس سلامة الركّاب ومصداقية الشركة، وأعلنت أنها تحتفظ بحقها القانوني في اتخاذ إجراءات صارمة بحق مروجي هذه المزاعم، الشركة أهابت بالجميع تحري الدقة قبل نشر ومشاركة أي معلومات غير موثوقة.

الخلاصة حول سقوط طائرة قرب البحر الأحمر

ليس هناك أي علاقة حقيقية بين الفيديوهات المتداولة والحجاج الموريتانيين، كما أن جميع الادعاءات استندت بشكل رئيسي على تقنيات تضليلية وخلط واضح بين أحداث قديمة ومعلومات كاذبة، وعلى الرغم من انتشار الأخبار الزائفة بسرعة، فإن التحقق من المصادر الرسمية يبقى السبيل الوحيد للتأكد من صحة الأنباء، وفي هذه الحالة تحديدًا، كانت الحقيقية واضحة وهي أن كل الحجاج قد وصلوا إلى وجهتهم بأمان تام دون أي أضرار.