«الأسواق العالمية» الذهب يستقر بعد هدوء التوترات بين أمريكا وأوروبا

شهدت أسعار الذهب استقرارًا يوم الأربعاء مع اهتمام قوي من المستثمرين بالشراء، وعلى الرغم من تراجع التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي قلل من مكاسب الذهب، ما زالت الأسواق تترقب نشر تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية في الولايات المتحدة للحصول على إشارات حول مستقبل أسعار الفائدة، هذه العوامل تجعل الذهب محل اهتمام الأسواق حول العالم.

أسعار الذهب وتأثير الأسواق العالمية عليها

استقر سعر الذهب في المعاملات الفورية عند 3302.22 دولار للأوقية بعدما انخفض بنحو 1% في الجلسة السابقة، أما بالنسبة للعقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة، فقد ظلت مستقرة عند 3300.60 دولار للأونصة، يعود هذا الاستقرار إلى التحولات في النهج التجاري الأمريكي بعد أن تراجع الرئيس الأمريكي السابق عن فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، وقد أثر ذلك على السوق ودفعه للتفاؤل بشكل عام.
يرى خبراء السوق أن انخفاض سعر الذهب تحت حاجز 3300 دولار يوفر فرصًا مغرية للمستثمرين للشراء، ولكن التراجع في حدة التوتر التجاري بين واشنطن وبروكسل يحد من المكاسب القوية المحتملة، ما يجعل نظرة الأسواق تجاه الذهب متزنة في الوقت الحالي.

تقرير نفقات الاستهلاك وتأثيره على أسعار الذهب

تنتظر الأسواق صدور تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية لشهر أبريل، والذي من المتوقع أن يقدم تصورًا واضحًا بشأن السياسة النقدية الأمريكية المقبلة واحتمالية خفض الفائدة، يشكل التقرير عنصرًا رئيسًا في تحديد معنويات المستثمرين بقطاع الذهب خلال الفترة المقبلة، يشار إلى أن البيانات الاقتصادية تمثل مؤشرًا حيويًا للمجلس الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ قرارات مالية، مما يتطلب من الأسواق المتابعة المستمرة لتحركات الذهب بناءً على تلك البيانات.
من جانب آخر، ذكرت التقارير الاقتصادية عن انتعاش ثقة المستهلك الأمريكي في مايو، مدعومًا بتباطؤ التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، يمنح هذا الحدث فرصة إضافية لسوق الذهب لتعزيز استثماراته على ضوء الأوضاع الاقتصادية الدولية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر التغير في الأسعار على الذهب فقط، بل سجلت المعادن النفيسة الأخرى حركات سعرية محدودة، حيث انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 33.21 دولار للأوقية، بينما استقر البلاتين عند 1079.88 دولار، كما انخفض البلاديوم بنسبة 0.3% ليبلغ مستوى 975.79 دولار، تؤكد هذه التحركات المتواضعة حالة الحذر الموجودة بين المستثمرين بسبب التقلبات الاقتصادية والتوجهات الجيوسياسية.

عوامل تؤثر في مستقبل الذهب

يلعب استقرار الفائدة الأمريكية عند مستوياتها الأخيرة بين 4.25% و4.50% دورًا مهمًا في تحديد اتجاه الاستثمارات المقبلة، فعلى الرغم من بقاء هذه المعدلات دون تغيير منذ ديسمبر، فإن توقعات الأسواق تؤثر على توجه الاستثمار بقطاع الذهب، يظل الذهب ملجأ هامًا في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، بالإضافة لتبعيات الحرب التجارية وعلاقتها بالمعادن النفيسة والتي تحدد تحركات السوق.
تتطلب متابعة تحركات الذهب فهم القواعد الاقتصادية الراهنة والانتباه للمعطيات الدولية الرئيسية التي تؤثر على العرض والطلب، فهي المحرك الرئيسي وراء تقلبات أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.