«هدوء تجاري» الذهب يستقر مع انحسار الخلافات بين أمريكا والاتحاد الأوروبي

استقرت أسعار الذهب اليوم على الرغم من التغيرات المستمرة في السوق والذي ارتبط بتفاوت التوقعات تجاه أسعار الفائدة، ومع تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، سجل المعدن الأصفر حالة من الثبات النسبي، حيث وصل سعر الذهب في المعاملات الفورية إلى 3302.22 دولار للأوقية؛ مما يشير إلى توازن بين الإقبال على الشراء وتحجيم المكاسب بسبب الهدوء التجاري النسبي بين الطرفين.

أسعار الذهب وتأثير العوامل الاقتصادية

شهدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب استقرارًا أيضًا عند 3300.60 دولار للأونصة، وهو ما يعكس توافقًا مع أداء السوق الفوري، كما لعبت التصريحات المتناقضة بشأن الرسوم الجمركية دورًا في التأثير على السوق، فمع تأجيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو، فتح ذلك المجال أمام المفاوضات ليخفف من حدة التوتر التجاري بين الطرفين؛ مما دفع بعض المستثمرين إلى إعادة ترتيب أولوياتهم المالية.

سعر الذهب وأداء الأسواق

انخفاض سعر الذهب في الجلسة السابقة بنسبة 1% إلى أقل من 3300 دولار كان دافعًا لجذب بعض المشترين، كما أشار تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد، بأن السوق بشكل عام لا يزال يتسم بالتفاؤل بسبب هدنة مؤقتة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن المعدن النفيس يظل في منطقة توازن دون تسجيل قفزات كبيرة في الأسعار.

تأثير بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي

يتوقع المستثمرون حاليًا صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية لشهر أبريل؛ إذ قد تكون مؤشرًا رئيسيًا لفهم التوجه المستقبلي لأسعار الفائدة على يد مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، فالمتداولون يترقبون بدقة هذه البيانات لتقدير ملامح السوق القادمة وتأثيرات ذلك على أسعار الذهب، بجانب مدى استمرارية استقرار نسبة أسعار الفائدة الحالية بين 4.25% و4.50% والتي تعمل على تعزيز قدرة النظام المصرفي على تقييم تداعيات الرسوم الجمركية والسياسات الاقتصادية الأخرى.

معادن نفيسة أخرى وأسعارها

بجانب الذهب، شهدت بقية المعادن النفيسة تذبذبًا في أدائها، فقد انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 33.21 دولار للأوقية، بينما سجل البلاتين حالة من الثبات عند 1079.88 دولار، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 0.3% ليصل إلى 975.79 دولار، تعكس هذه التغيرات مستويات الطلب والعرض بالإضافة إلى التأثيرات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على السوق العالمي للمعادن.

عوامل استقرار سوق الذهب

من أبرز الأسباب التي ساهمت في استقرار سوق الذهب مؤخرًا هي الهدنة المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين المتعلقة بالحرب التجارية، حيث شهد شهر مايو تعافيًا في ثقة المستهلك الأمريكي بعد انخفاض استمر خمسة أشهر متتالية، هذا التحول الإيجابي عزز من حالة التفاؤل في السوق رغم التوترات السابقة التي كانت تسود العلاقات الاقتصادية الدولية بين القوى الكبرى.