«إقبال كبير» الذهب يرتفع عالميا وسط توقعات المستثمرين للبيانات الأميركية المقبلة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم مدفوعة بإقبال المستثمرين على عمليات الشراء، ورغم ذلك، فإن التحسن النسبي في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد خفف من تأثير المكاسب، ويترقب المستثمرون بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة للحصول على مؤشرات جديدة بشأن تحركات أسعار الفائدة، كما تعزز هذه البيانات استقرار الأسواق وتوجهاتها.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير التوتر التجاري

تم تسجيل زيادة في أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 3308.99 دولار للأوقية، بعد تراجع بنسبة 1% في جلسة التداول السابقة، ويأتي هذا التعافي بينما حافظت العقود الآجلة الأميركية للذهب على مستوى إيجابي مع ارتفاع طفيف بنسبة 0.2% لتصل إلى 3308.30 دولار، هذه الارتفاعات تعود للهدوء النسبي في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس الأمريكي، بما في ذلك تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على دول الاتحاد الأوروبي حتى يوليو، ساعدت في تعزيز الأوضاع الاقتصادية وتقليل الضغوط على أسواق السلع النفيسة، مما دفع المستثمرين إلى استكشاف الفرص المتاحة لزيادة مكاسبهم.

توجهات السوق وترقب بيانات الاستهلاك الشخصي

تنتظر أسواق الذهب تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة لشهر أبريل الذي من المتوقع صدوره يوم الجمعة، ويعتبر هذا التقرير أحد الأدوات الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، فبيانات الاستهلاك تعيد تشكيل توقعات الأسواق وتوجيه استثمارات المستثمرين نحو الخيارات الأكثر أمانًا، بما في ذلك المعادن النفيسة مثل الذهب.

وأشاد المحللون باستقرار السوق وتأقلمها مع المستجدات السياسية والاقتصادية، حيث أشار تيم ووترر، وهو أحد كبار المحللين الاقتصاديين، إلى أن انخفاض أسعار الذهب إلى ما دون 3300 دولار جلب اهتمام المشترين، ورغم الاعتدال العام في السوق، إلا أن التفاؤل بات واضحًا خاصة في ظل هدنة النزاع التجاري بين أمريكا والاتحاد الأوروبي.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

أسعار الذهب ليست الوحيدة التي شهدت تغييرًا في السوق، بل تأثرت المعادن النفيسة الأخرى أيضًا بتحركات السوق والاستثمارات، فقد استقرت أسعار الفضة عند 33.31 دولارًا للأوقية، بينما وصل سعر البلاتين في المعاملات الفورية إلى 1084.07 دولارًا بزيادة قدرها 0.4%، أما سعر البلاديوم فقد شهد انخفاضًا بسيطًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 976.22 دولارًا، ويعكس هذا التنوع في الأداء استجابة تلك المعادن للعوامل الاقتصادية والتجارية الحالية.

تحليل توجهات المستثمرين وأسعار الذهب

الأجواء السائدة حاليًا أظهرت انتعاشًا ملحوظًا في ثقة المستهلك الأميركي خلال شهر مايو، وجاء هذا الانتعاش ليعكس استقرارًا مؤقتًا بعد التراجع الذي استمر لخمسة أشهر، ورغم تلك المتغيرات، ما زال الذهب يُعتبر الخيار الأساسي للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن، خاصة في ظل عدم اليقين بخصوص النزاعات التجارية العالمية وتأثيراتها على الاقتصادات الكبرى، وبالتالي، يمكن للمستثمرين اعتبار الذهب خيارًا ذا قوة استثمارية مستدامة.