بين تصريحات ترامب ولاجارد.. هل يصبح اليورو البديل المحتمل للدولار؟

طرحت تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد تساؤلات حول إمكانية أن يصبح اليورو بديلاً عمليًا للدولار الأمريكي، إذا تمكنت أوروبا من تعزيز بنيتها المالية والأمنية، إذ أشارت إلى أن اللحظة الحالية قد تكون فرصة لليورو لتحقق تأثير عالمي أكبر، لكن نجاح هذا الهدف يتطلب سوق رأس مال واسعة، وتجارة مفتوحة بمساندة قدرات أمنية قوية.

اليورو بديلًا للدولار في ظل التنافس الاقتصادي العالمي

تُظهر البيانات أن حصة الدولار في الاحتياطيات الدولية قد عانت من تراجع ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث انخفضت إلى 58% في عام 2024 مقارنة بـ70% في عام 2000، وفي المقابل ارتفعت حصة اليورو في الاحتياطيات الدولية من 18% عام 2000 إلى 20% في عام 2024، وتاريخيًا سجل اليورو أعلى حصة له في 2010 عند 26%، هذه الإحصاءات ربما تعكس تغيرًا محتملاً في النظام المالي العالمي يهدد سيطرة الدولار.

أسباب تزايد شعبية اليورو أمام الدولار

  • استقرار السوق الأوروبية: أشار المسؤولون الأوروبيون إلى أن استقرار أوروبا واحترامها لسيادة القانون يجذب المزيد من المستثمرين
  • ارتفاع طلب المستثمرين على الأصول المقومة باليورو: شهدت الأصول الأوروبية ارتفاعًا واضحًا في الطلب، مما يشير لتزايد ثقة السوق في العملة الأوروبية
  • ضعف سمعة الأصول المالية الأمريكية: يرى الخبراء أن التوترات التجارية والسياسات التي تنتهجها إدارة ترامب سابقًا أثرت على ثقة المستثمرين بالدولار
  • إجراءات تعزيز السوق المالية الأوروبية: أوضحت كريستين لاجارد أن توحيد أسواق رأس المال وتوسيع السيولة من شأنه تعزيز مكانة اليورو عالميًا

التغيرات الجيوسياسية وتأثيرها على مركزية الدولار واليورو

السياسات الأمريكية الأخيرة لعبت دورًا في تشكيل مشهد عالمي العملات، فقد أعلنت واشنطن تعليق فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي بنسبة 50% حتى منتصف 2025، حيث يبدو أن هذه التهدئة مؤقتة نظرًا لتعمق الصراع التجاري بين الجانبين، كما تشكل السياسات المتغيرة والنهج غير المتوقع لإدارة ترامب سابقًا مخاطر على الأصول الأمريكية، ما يمنح اليورو فرصة أكبر للهيمنة في هذا السياق المالي المتحول.

هل يُمكن لليورو تجاوز الدولار كعملة مهيمنة عالميًا؟

وفق تقارير من صحيفة نيويورك تايمز، فإن ضعف الأداء المالي للدولار يفتح أمام اليورو إمكانية كسب المزيد من النفوذ على الساحة العالمية، غير أن تحقيق ذلك يتوقف على نجاح الأوروبيين في تنفيذ إصلاحات هيكلية أساسية في الاقتصاد والتجارة، حيث يتعين بناء سوق رأس مال متطورة وتنفيذ التزامات أمنية تلائم هذا التقدم، إضافة إلى تعزيز الثقة بين المستثمرين العالميين في الأصول المرتبطة باليورو.

مستقبل النظام المالي العالمي بين الدولار واليورو

يطرح العديد من خبراء الاقتصاد تساؤلات حول ما إذا كانت القفزة التي يشهدها الطلب على الأصول المقومة باليورو تعتبر تغيرًا مؤقتًا أم بداية لاتجاه طويل الأجل، حيث يُجادل البعض أن استقرار منطقة اليورو وتزايد استثمارها في جوانب القوة الاقتصادية قد يمنحها اليد العليا مستقبلًا، بينما يرى آخرون أن الدولار لا يزال يحمل نفوذه الحاسم بسبب دوره التاريخي في النظام المالي العالمي.