عيد الأضحى في اليمن… غلاء الأضاحي والجبايات يبددان فرحة المواطنين

تواجه اليمن أزمة اقتصادية حادة تجعل من عيد الأضحى مناسبة يشوبها الكثير من المعاناة، حيث يزداد الوضع سوءاً مع استمرار الحرب وغياب أي حلول فعلية تخفف من الأعباء المعيشية للمواطنين، ويمثل ارتفاع أسعار المواشي واللحوم عاملاً رئيسياً جعل الكثير من الأسر اليمنية عاجزة عن شراء الأضاحي، وذلك بسبب التدهور الاقتصادي المستمر وتراجع العملة المحلية، مما يحوّل فرحة العيد إلى تجربة صعبة لأغلب شرائح المجتمع.

معاناة أسعار المواشي جنوب اليمن

تشهد أسواق المواشي في اليمن ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، يقدر سعر الخروف الواحد بين 200 و250 دولاراً وفقاً للمصادر المحلية، حيث تسهم جملة من العوامل في هذا الارتفاع، منها الجبايات الإضافية التي فرضتها مليشيا الحوثي على تجار المواشي والجزارين، وبالإضافة إلى ذلك، يفتقر السوق إلى أي إجراءات رقابية لحماية التجار والمستهلكين من المضاربات العشوائية، مما يزيد العبء على الأسر، لا سيما العائلات ذات الدخل المحدود التي تأمل في الاحتفال بالأضحى وفق التقاليد.

ممارسات الحوثيين وتأثيرها على الأضاحي

ساهمت الممارسات الحوثية، مثل فرض ضرائب وجبايات جديدة، في تضييق الخناق على التجار والمواطنين، حيث أدت إلى رفع تكلفة المواشي وتراجع الإقبال على الأسواق، كما لجأ بعض التجار إلى بيع مواشيهم من المزارع أو إنشاء أسواق مؤقتة على أطراف المدن تهرباً من الضغوط، ورغم هذه المحاولات، لا تزال الأسعار مرتفعة، مع منع استيراد المواشي المستوردة بحجة دعم الإنتاج المحلي، مما أثار المخاوف من وجود احتكار للسوق من قِبل التجار الموالين للحوثيين.

قصة معاناة المواطنين في صنعاء

الأوضاع الاقتصادية ازدادت تعقيداً خاصة في العاصمة صنعاء، حيث بلغت معاناة الموظفين الحكوميين الذين يتقاضون رواتب ضئيلة ذروتها، عبّر محمد الشراعي، موظف، عن عجزه عن شراء أضحية منذ ثلاث سنوات، مكتفياً بشراء كميات قليلة من اللحم بأسعار باهظة، إلى جانب ذلك، يُعاني المواطنون من انعدام القدرة على توفير متطلبات العيد لأسرهم، حيث تحول ارتفاع الأسعار إلى أزمة مستمرة تحطم آمال الملايين في الاحتفال بالعيد.

الوضع الاقتصادي وأزمة الأضاحي في تعز

أسواق تعز لم تكن استثناء من الأزمة، فقد سجلت أسعار الماعز والضأن تراجعاً بالإقبال مع وجود فروق كبيرة في الأسعار بين المناطق المحررة وتلك الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تشير البيانات إلى أن التكلفة تتراوح بين 100 و160 دولاراً للأضحية، بينما يعجز المواطن العادي عن تلبية هذه التكاليف بسبب ضعف الرواتب التي لا تغطي أساسيات العيش، فضلاً عن استمرار تدهور العملة المحلية مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي.

انعكاس الاسعار على الاحتفال بالعيد

ارتفاع أسعار المواشي واللحوم أثر بوضوح على روح العيد في اليمن، حيث صار شراء الأضحية يمثل رفاهية لكثير من الأسر، يُشير محمود ناجي، طالب جامعي، إلى أن ضعف الإنتاج المحلي وقلة الاستيراد رفع الأسعار، مما جعل أغلب العائلات تعتمد فقط على التعايش مع الظروف القاسية، كذلك ضعف الرقابة الحكومية على الأسواق، وتراجع القوة الشرائية للمواطنين كلها عوامل تضافرت لتفاقم الأزمة.