ترامب يشعل من جديد شرارة الحرب التجارية العالمية.. ما التفاصيل؟

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استخدام الرسوم الجمركية كوسيلة ضغط اقتصادي في مواجهة الصين والاتحاد الأوروبي، بتطبيقها وتأجيلها مرارًا بما أثار العديد من التساؤلات حول النهج الاقتصادي الذي يتبعه؛ ما إذا كان يستخدم هذه الرسوم لتحقيق مكاسب تفاوضية أم كجزء من خطة استراتيجية مدروسة تهدف لتعزيز الاقتصاد الأمريكي وحماية مصالحه.

الحرب العالمية الجمركية وإستراتيجية ترامب

استئناف ترامب الحرب العالمية الجمركية يحتل صدارة النقاشات الاقتصادية؛ حيث وصفها خبير الأسواق المالية، أحمد معطي، بأنها تحركات تستند إلى التفاوض من خلال المناورة والضغط، ترامب يعتمد على رسوم جمركية كأداة رئيسية لإجبار الشركاء التجاريين، بما في ذلك الصين والاتحاد الأوروبي، على تقديم تنازلات، سواء في ملفات اقتصادية أو قضايا سياسية؛ بينما داخليًا، يتم التركيز على رسالة تحمي الصناعات الأمريكية وتدعم الاقتصاد الوطني.

التصعيد الجمركي بين فرض الرسوم والتراجع

في شهر أبريل الماضي، أعلن ترامب فرض تعريفات جمركية بنسبة 20% على الواردات الأوروبية، إلا أنه سرعان ما تراجع وخفض النسبة إلى 10%، مبررًا ذلك برغبة بلاده في التفاوض، وفي مايو، عاود ترامب تهديداته بفرض رسوم إضافية تصل إلى 50%، لكنه أجل التنفيذ مع الحفاظ على الفرصة مفتوحة للمباحثات الاقتصادية بين واشنطن وبروكسل، إذ يظهر تضارب قرارات ترامب مراهنته على التفوق في المفاوضات بدلاً من التركيز على التصعيد فقط.

التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين

مع الصين، تبنى ترامب سياسة مشابهة قائمة على تصعيد الرسوم الجمركية ثم تعديلها ضمن اتفاقيات مؤقتة، حيث توصل الطرفان سابقًا إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 115% لمدة 90 يومًا، إلا أن الحرب التجارية بلغت ذروتها حين فرض ترامب رسومًا شاملة على كافة الواردات الصينية، وكان رد بكين بفرض عقوبات مضادة، لتتصاعد الإجراءات الانتقامية بين البلدين؛ حيث جعلت هذه السياسة الأسواق التجارية العالمية تتسم بالاضطراب، مع تسجيل رسوم مشتركة بنسبة تجاوزت 145% لبعض المنتجات.

تداعيات وخطط ترامب الاقتصادية

يسعى ترامب خلال صراعاته الجمركية لدعم جهوده السياسية والاقتصادية، حيث يرسل برسائل متعددة؛ الأولى للداخل الأمريكي من خلال التأكيد على حماية المصالح الوطنية والصناعة المحلية في مواجهة المنافسة العالمية غير العادلة، والثانية للخارج، خصوصًا الشركاء التجاريين، مفادها أن الولايات المتحدة على استعداد دائم للتصعيد في حال لم يتم الوصول إلى اتفاقيات تحقق مصالحها، ومع تكرار هذا النهج يمكن التساؤل حول مدى تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي ومستقبل العلاقات التجارية بين الدول.

جدول التعريفات الجمركية الأمريكية الأخيرة