«كيف يؤثر» الذهب على المستثمرين مع صعود الدولار وتراجع العوائد والأسهم؟

تُعد أسواق المعادن وخاصة الذهب من أبرز الأصول التي تتأثر بتحركات العملات وأسعار الفائدة، ومع ارتفاع الدولار وتراجع العوائد على السندات خلال الفترة الأخيرة، شهد الذهب موجة انخفاض ملحوظة، حيث أصبح المستثمرون في حالة ترقب لتوجهات السياسات الاقتصادية المستقبلية، خاصة مع تداخل العديد من العوامل الاقتصادية العالمية والوطنية المؤثرة.

الذهب ينخفض مع استعادة الدولار قوته

انخفضت أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.5 % لتصل إلى 3,325.99 دولارًا للأوقية، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1.2 %، التحسن الذي شهده الدولار بعد إغلاقه على أداء ضعيف في الجلسات السابقة جعل المعدن الأصفر أقل جاذبية لحاملي العملات الأخرى، يُضاف إلى ذلك الضغوط الناتجة من تصريحات الرئيس الأمريكي حول تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية على الواردات من الاتحاد الأوروبي، مما ساهم في تعزيز شهية المخاطر في السوق.

تراجع الذهب مصحوبًا بالضغوط على السندات

أثر تراجع عوائد السندات الحكومية على أسعار الذهب، حيث هدأ التسارع في موجة ارتفاع العوائد التي شهدتها الأسواق مؤخرًا، ساهمت تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أيضًا، مثل خطاب نيل كاشكاري، في إبراز الضغوط التضخمية المتوقعة وتحفيز عمليات شراء في سوق السندات، من جانب آخر، كانت السوق تنتظر مؤشرات اقتصادية بارزة، مثل بيانات التضخم وإنفاق المستهلكين، لتحديد مسار السياسة النقدية القادمة، مما جعل التداول أكثر حذرًا وتحليلًا.

عوامل داعمة ومرتبطة بانخفاض الذهب

  • تحسن الدولار الأمريكي واستعادته لبعض قوته مقابل العملات الرئيسية.
  • تأخير فرض رسوم جمركية كان مقررًا على الاتحاد الأوروبي بنسبة 50 %، مما خفف توترات الأسواق التجارية.
  • انتعاش الأسواق بعد إغلاقها بسبب عطلات رسمية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
  • ضعف العملات الأخرى أمام الدولار وزيادة عوائد سندات الخزانة نسبياً.

تباين أداء أسواق الأسهم وأثره على الذهب

شهدت أسواق الأسهم العالمية تباينًا واضحًا في الأداء مع تأجيل الرسوم الجمركية المثيرة للجدل، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر فوتسي وصناديق الاحتياطي الأمريكي وسط تداول ضعيف بسبب العطلة الأمريكية الأخيرة، بينما استمرت التحديات في السوق الآسيوية مع انخفاض مؤشر نيكاي الياباني ومؤشرات الأسهم الصينية، كما تأثرت السندات الطويلة الأجل بزيادات ملحوظة في عوائدها.

تراجع المعادن الأخرى بجانب الذهب

لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، فقد انخفض سعر الفضة بنسبة 0.7 % ليصل إلى 33.12 دولارًا للأوقية، كما تراجع البلاتين والبلاديوم بنسب متفاوتة بسبب ضغوط السوق، ذلك بالإضافة إلى انخفاض أسعار النحاس في كل من بورصة لندن للمعادن والأسواق الأمريكية، أثر التحسن في شهية المخاطرة بعد تصريحات ترمب حول الرسوم الجمركية أيضًا على أسعار المعادن النفيسة والصناعية.

الذهب يواجه مخاوف مستقبلية بسبب السياسات الاقتصادية

رغم الضغوط الأخيرة، يظل الذهب محتفظًا بدعمه الذي يأتي من المخاوف المتعلقة بارتفاع العجز المالي الأمريكي، ومع تحذيرات من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي، بدا أن المستثمرين يتجهون نحو أسواق أكثر استقرارًا انتظارًا لتحديثات من صنّاع السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول مستقبل معدلات الفائدة، هذه التحركات تعكس اضطرابات مستمرة في توازن العرض والطلب بالمعدن الأصفر.