أسعار النفط تسجل خسائر أسبوعية رغم صعودها بنسبة 2% في التسوية.

أسعار النفط ترتفع: أسباب وتداعيات

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز نسبة 2% خلال تعاملات يوم الجمعة، مدفوعة بتصريحات وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت التي أشار فيها إلى إمكانية وقف صادرات النفط الإيراني. وتعد هذه الخطوة جزءًا من جهود الولايات المتحدة للضغط على طهران للتفاوض بشأن برنامجها النووي. هذه التصريحات تسببت في تقلبات بأسواق النفط مع تقييم المُتداولين للمخاطر الجيوسياسية.

أسعار خام برنت تشهد ارتفاعًا رغم الخسائر الأسبوعية

ارتفع سعر خام برنت بمقدار 1.43 دولار ليستقر عند 64.76 دولار للبرميل، مسجلًا بذلك نموًا بنسبة 2.26% خلال جلسة التسوية. ومع ذلك، أغلق الأسبوع بخسارة طفيفة بلغت 1.25%. وفي المقابل، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بمقدار مشابه ليصل إلى 61.60 دولار، ولكنه أيضًا سجل تراجعًا أسبوعيًا بلغ نسبة 0.73%.

أشار أندرو ليبو، رئيس شركة “Lipow Oil Associates”، إلى أن التطبيق الصارم لحظر صادرات النفط الإيراني قد يؤدي إلى تقليل المعروض العالمي، مما دفع التجار لإعادة التفكير بالتحديات التي قد تستجد بالسوق، خصوصًا وأن الصين تستمر في شراء النفط من إيران.

التأثيرات الجيوسياسية والنزاعات الاقتصادية العالمية

من الجدير بالذكر أن النزاعات التجارية العالمية ألقت بثقلها على أسواق النفط. تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين نتيجة فرض التعرفات الجمركية المتبادلة، حيث أعلنت الصين عن زيادات تصل إلى 125% على المنتجات الأمريكية. يُتوقع أن تؤثر هذه النزاعات سلبًا على معدلات نمو الاقتصاد العالمي، مما يقلل من الطلب على النفط ويعزز حالة عدم الاستقرار.

إضافة إلى ذلك، أظهرت تصريحات جون كيلدوف، الشريك في شركة “Again Capital”، أن التحولات الجيوسياسية في الولايات المتحدة تُعتبر عاملًا جديدًا في السوق، مؤكدًا أن استمرار السياسات الحمائية التجارية قد يُثقل كاهل التجارة العالمية.

انخفاض توقعات الطلب العالمي على النفط

خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي، محذّرة من أن تأثير الرسوم الجمركية سيمتد إلى الطلب العالمي على النفط. أشار تقرير إلى أن نمو الصين الاقتصادي قد يُسجل انخفاضًا حتى عام 2025 بسبب الضغوط التجارية، ومما زاد الأمر تعقيدًا، إعلان الأمم المتحدة عن الآثار السلبية لهذه النزاعات على الاقتصادات الناشئة.

الاختلافات الجيوسياسية والخلافات التجارية المستمرة بين القوى الكبرى قد تضغط على حركة الأسواق، مما يتطلب متابعة دقيقة لتأثيراتها على الاقتصاد العالمي وأسعار النفط.