«تحديث جديد» أسعار الذهب تتراجع لليوم الثاني بفعل قرارات ترامب الأخيرة

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا للجلسة الثانية على التوالي، متأثرة بارتفاع شهية المستثمرين للمخاطرة، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي تأجيل فرض الرسوم الجمركية على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي، حيث تسبب هذا القرار في تهدئة الأسواق المالية لبعض الوقت، ويظل الذهب كأحد الأصول الملاذية يتفاعل مع تلك المتغيرات الاقتصادية العالمية، ما يؤدي إلى تقلبات مستمرة في أسعاره.

الذهب وتأثير تأجيل الرسوم الجمركية

تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.2% ليصل إلى 3,302.10 دولار للأوقية، وذلك بحلول الساعة الثانية بعد ظهر يوم الثلاثاء، في حين استقرت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بانخفاض طفيف نسبته 1.9% عند 3,300.40 دولار، ويشير هذا التراجع إلى تأثر السوق مباشرة بأخبار تأجيل الرسوم الجمركية، حيث ساهمت هذه الخطوة في تعزيز التفاؤل بشأن الوصول إلى اتفاق تجاري قريب بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو ما انعكس سلبًا على أداء الذهب كملاذ آمن.

تقلبات الذهب في الأسواق المالية

شهدت أسعار الذهب تقلبات كبيرة مع استمرار تغير المشهد الاقتصادي العالمي، حيث صرح بارت ميليك، رئيس استراتيجيات السلع في شركة “تي دي للأوراق المالية”، بأن الأسواق قد تكون حصلت على انطباع بأن هناك احتمالية للتوصل إلى اتفاق مقبل حول الرسوم الجمركية، مما شكل ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب، وعلى الرغم من هذه التقلبات، فإن هناك توقعات طويلة الأمد بإمكانية استعادة الذهب مكانته القوية مستقبلاً إذا ما توجهت السياسات النقدية نحو خفض الفائدة.

عوامل ضغط على أداء الذهب

  • ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، ما يجعل الذهب، المقوّم بالدولار، أكثر تكلفة على المستثمرين.
  • زيادة شهية المخاطرة بين المستثمرين، مع تسجيل العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم ارتفاعًا ملموسًا.
  • إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن ضرورة الإبقاء على الفائدة ثابتة مؤقتًا، مما يضعف جاذبية الذهب كأصل استثماري.

بيانات اقتصادية تدعم أسعار الذهب

من الأحداث الرئيسية التي ينتظرها المستثمرون خلال هذا الأسبوع هي إصدار المحضر الأخير لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب بيانات مؤشرات الاقتصاد الأمريكي مثل النمو في الناتج المحلي الإجمالي وطلبات البطالة والمؤشر الأساسي لإنفاق الاستهلاك الشخصي، حيث تعد هذه المؤشرات عوامل مؤثرة على تذبذب أسعار الذهب في الأسواق العالمية، وإذا أظهرت البيانات ضعفًا اقتصاديًا، فقد يدعم ذلك الطلب على الذهب كملاذ آمن.

أداء المعادن الأخرى في الأسواق

لم يقتصر التراجع على الذهب فحسب، فقد شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى انخفاضًا أيضًا خلال نفس الفترة، حيث تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.4% إلى 33.21 دولارًا للأونصة، فيما انخفض البلاتين بنسبة 0.1% إلى 1,084.02 دولارًا، وتراجع البلاديوم بشكل أكبر مسجلًا نسبة 1.2% ليصل إلى 975.49 دولارًا، هذا التراجع يعد نتيجة طبيعية لارتفاع الدولار وزيادة شهية المخاطرة، مما أثر سلبًا على قيمة السبائك والمعادن الثمينة.

نظرة مستقبلية لأداء الذهب

على الرغم من الضغوط الحالية، إلا أن هناك تفاؤلاً على المدى الطويل بأداء الذهب، حيث يرى الخبراء أنه في حالة اتجاه الاحتياطي الفيدرالي لتخفيض أسعار الفائدة في المستقبل، فإن ذلك سيمنح الذهب فرصة كبيرة للعودة إلى الصعود مرة أخرى، فالذهب يميل إلى تقديم أداء جيد خلال بيئات اقتصادية تتميز بانخفاض أسعار الفائدة، ما يعزز الطلب على المعدن النفيس كأداة استثمارية مميزة.