«قرار ترامب» أسعار الذهب تتراجع والدولار ينتعش بعد تأجيل الرسوم الجمركية

تشهد أسعار الذهب حالة من التراجع الملحوظ لليوم الثاني على التوالي، جراء تعافي الدولار الأمريكي بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والقرارات الاقتصادية الجديدة بشأن تأجيل الرسوم الجمركية على دول الاتحاد الأوروبي، علاوة على ترقب الأسواق لتصريحات من البنك الفيدرالي الأمريكي وبيانات اقتصادية حاسمة هذا الأسبوع، ويشكل ذلك تداخلًا معقدًا للعوامل التي تؤثر باستمرار على حركة أسعار المعدن الأصفر وأسواق العملات.

تأثير الدولار على أسعار الذهب

الدولار الأمريكي يسجل ارتفاعًا ملحوظًا مما يعكس تأثيرًا مباشرًا على انخفاض أسعار الذهب، حيث سجلت أونصة الذهب انخفاضًا بلغ 1.1% لتصل إلى 3292 دولارًا وسط تداولات بالغة الحساسية شهدت تقلبات كبيرة جعلت الذهب يتراجع بعد المكاسب الكبيرة التي حققها مسبقًا، ويرتبط ذلك بتوجه الأسواق لمتابعة تحركات البنك الفيدرالي، فيما ينتظر المستثمرون المحفزات القادمة لاتخاذ القرارات في ظل تأثير التعقيدات الجمركية على مستوى الاقتصاد العالمي.

ترامب وتأجيل الرسوم الجمركية

أعلن الرئيس الأمريكي السابق تأجيل الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي حتى يوليو، وهو ما أدى إلى تهدئة الأسواق التي كانت تتوقع تصعيدًا إضافيًا في التصعيد التجاري، شجع هذا القرار الإقبال على الأصول ذات المخاطر المرتفعة مثل الأسهم؛ لكنه في المقابل أثر سلبًا على المعادن الثمينة، مما أدى إلى خسائر أسعار الذهب، ومع ضعف الأداء العام للذهب في الآونة الأخيرة تظل المخاوف قائمة حول انعكاسات الرسوم على الاقتصاد العالمي.

الذهب وعلاقته بعجز الميزانية الأمريكية

يتزايد القلق حيال العجز الكبير في الميزانية الأمريكية والذي يؤثر على التصنيف الائتماني، حيث خفضت وكالة موديز تصنيف الولايات المتحدة ما أدى إلى عمليات بيع طويلة في سندات الخزانة، وعلى الرغم من تراجع العوائد من مستويات الذروة الأخيرة إلا أن استقرار الدولار خلق ضغطًا إضافيًا على الذهب، يظل هذا التوجه مؤشرًا لعدم الاستقرار في السياسات المالية المرتبطة بأسعار المعادن الثمينة، كما يعزز العجز فرص الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.

انعكاسات قرارات الفيدرالي على الذهب

تتجه الأنظار حاليًا إلى تصريحات قادة البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث حذر رئيس البنك في مينيابوليس من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد مع ارتفاع معدلات التضخم، بينما قد يظل البنك بعيدًا عن خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، تلك التصريحات أسهمت في تعزيز مخاوف الركود الاقتصادي العالمي وزادت من جاذبية الذهب كملاذ آمن، في ظل ترقب بيانات أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي المهمة التي ستوجه السياسات النقدية للفترة القادمة.

أسعار الذهب في مصر

تشهد السوق المصرية انخفاض أسعار الذهب نتيجة للتراجع العالمي والارتباك المستمر في أسعار العملات، افتتح الذهب عيار 21 عند مستوى 4620 جنيهًا للجرام وسجل ارتفاعًا طفيفًا إلى 4632 جنيهًا، حيث تتأثر السوق المحلية بتقلبات العملة الأجنبية والتي شهدت تحسنًا ملحوظًا مع استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه خلال الفترة الأخيرة، مما وضع ضغطًا إضافيًا على تحركات الذهب.

الاقتصاد المصري واستقرار السوق

إجراءات اقتصادية واستقرار مالي ساعدا في الحد من تأثير التغيرات العالمية، خاصة بعد مراجعة صندوق النقد الدولي للشريحة الجديدة من التمويل للدولة، ساهمت هذه السياسات في استقرار سعر الصرف ووفرت دعماً للأسواق المحلية، يظل استقرار الموقف المالي عاملاً مهمًا يؤثر على أسعار السوق خاصة فيما يتعلق بحركة الذهب، مع متابعة مستمرة لتوجهات الأسواق العالمية وتأثير التضخم والعوامل الاقتصادية الأخرى.