«هبوط مفاجئ» الذهب يتراجع 1.4 بالمئة بعد تأجيل الرسوم الأمريكية على أوروبا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا لليوم الثاني على التوالي متأثرة بتحسن الإقبال على المخاطرة نتيجة القرار الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتأجيل فرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي، هذا التأجيل أضاف مزيدًا من الضغط على أسعار الذهب التي انخفضت بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية، ما أثار اهتمامًا واسعًا في الأسواق حول مستقبل المعدن النفيس.

تراجع أسعار الذهب وتأثير الإقبال على المخاطرة

انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 3296.99 دولار للأونصة، بعد أن كانت أسعار الذهب قد شهدت ارتفاعًا بنسبة تقارب 5% خلال الأسبوع الماضي، كما شهدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب هبوطًا بلغ 2.1% مسجلة 3295.70 دولار، هذا التراجع كان نتيجة مباشرة لتحسن الإقبال على المخاطرة في الأسواق، حيث شهد الاقتصاد الأمريكي تحركات واضحة في الجبهة التجارية، الأمر الذي أثر بشكل ملحوظ على المستثمرين.

أثر القرارات السياسية على أسعار الذهب

أوضح بارت ميليك، رئيس استراتيجيات السلع في (تي.دي سيكيوريتيز)، أن هناك تقلبات واضحة في أسعار الذهب ناتجة عن تغير المستجدات المتعلقة بالرسوم الجمركية، حيث أعطى الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأمريكي ورئيسة المفوضية الأوروبية دافعًا جديدًا في المحادثات التجارية بين الجانبين، فيما أدى تراجع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي إلى إضعاف الطلب على الذهب، مما أثر سلبًا على قيمته في الأسواق.

دور قوة الدولار والأسهم في هبوط الذهب

ارتفعت قيمة الدولار والعقود الآجلة لمؤشرات الأسهم لتسجل مكاسب واضحة، هذا الارتفاع أدى إلى تفوق الأصول الأخرى المقومة بالدولار مع تزايد الإقبال على الاستثمار بها، كما أن الذهب بطبيعته يُعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات والضبابية الاقتصادية والسياسية، لكن مع تحسن النظرة الاقتصادية المؤقتة بفعل قرارات ترامب، تراجع الطلب عليه، مما أثر على أسعاره وانخفاضها بشكل عام.

توقعات طويلة الأجل لأسعار الذهب

على الرغم من التراجع الحالي، إلا أن الخبراء ما زالوا يتوقعون صعود الذهب على المدى الطويل، حيث أشار بارت ميليك إلى أنه بمجرد أن تبدأ الأسواق في الاعتقاد بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيُقدم على خفض أسعار الفائدة، سيشهد الذهب قفزة كبيرة في الأسعار، إذ يُعرف أن الذهب يميل إلى تحقيق مكاسب قوية في حال انخفاض أسعار الفائدة، بصفته ملاذًا مستقرًا وغير مكلف.

انخفاض أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم يكن الذهب الوحيد الذي شهد تراجعًا، حيث انخفضت أسعار الفضة بنسبة 0.6% لتصل إلى 33.15 دولار للأونصة، فيما هبط سعر البلاتين بنسبة 0.3% مسجلًا 1081.78 دولار، وخسر البلاديوم 1.1% حيث سجل 976.35 دولار، هذه التراجعات تؤكد على حالة الضبابية المؤقتة التي يشهدها سوق المعادن النفيسة متأثرًا بالقرارات العالمية والعوامل الاقتصادية المحيطة.