«هبوط جديد» أسعار الذهب في مصر تتراجع فهل تستمر الانخفاضات

شهدت أسعار الذهب في مصر انخفاضًا كبيرًا اليوم بالتزامن مع هبوط الأوقية عالميًا بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي عالميًا، وتراجع الطلب على المعادن النفيسة كملاذ آمن، ويأتي ذلك في وقت تعيش فيه الأسواق حالة من الترقب تجاه مجموعة من البيانات الاقتصادية المؤثرة، خاصة تلك المتعلقة بالسياسة النقدية الأمريكية ومعدلات التضخم.

أسعار الذهب ليوم الثلاثاء

أفادت تقارير صادرة عن منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات أن السوق المحلية شهدت تراجعًا واضحًا في أسعار الذهب، حيث خسر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا – نحو 30 جنيهًا اليوم، ليصل سعره إلى 4615 جنيهًا، كما انخفض سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 5269 جنيهًا، في حين بلغ سعر جرام عيار 18 حوالي 3952 جنيهًا، أما الجنيه الذهب فقد تراجع إلى مستوى 36920 جنيهًا، وعلى المستوى العالمي، تراجعت الأوقية بقيمة 51 دولارًا لتسجل 3291 دولارًا.

أسباب تراجع أسعار الذهب

أرجع المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، سعيد إمبابي، هذا التراجع إلى عدة أسباب، أهمها ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، ذلك الذي يؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب عالميًا، حيث تصبح تكلفة اقتناء الذهب أعلى بالدولار، هذا بجانب التحول في شهية المستثمرين نحو أصول أخرى كالأسهم، على خلفية ارتفاع التوقعات الاقتصادية ومرونة المواقف السياسية مثل خفض الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية، والتي قادت إلى استقطاب الأنظار نحو سوق الأسهم بشكل أكبر.

الذهب كفرصة استثمارية

يرى الخبراء أن انخفاض أسعار الذهب الحالية قد يعتبر فرصة استثمارية مهمة للمستثمرين الذين يبحثون عن التحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق، حيث أن الذهب يظل وسيلة فعالة للحفاظ على قيمة الأموال، ويعتبر تراجع سعر جرام عيار 21 عند مستوى 4610 جنيهات إيجابيًا لمن يرغبون في تنويع استثماراتهم، خاصة وسط الأوضاع الاقتصادية العالمية الراهنة.

العوامل المؤثرة في أسعار الذهب

تعتمد أسعار الذهب على حزمة من العوامل العالمية والمحلية، أبرزها:

• قوة الدولار: يرتبط الذهب عكسيًا مع قوة الدولار، حيث يؤدي ارتفاع قيمة الدولار إلى انخفاض أسعار الذهب.
• بيانات التضخم والفائدة: تؤثر معدلات التضخم وسياسات رفع أو خفض أسعار الفائدة التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي بشكل مباشر على حركة أسعار الذهب.
• التوترات الجيوسياسية: الأزمات العالمية أو النزاعات السياسية تدفع المستثمرين للتحول نحو الذهب كملاذ آمن.

ترقب أسواق الذهب للبيانات الاقتصادية

تركز الأسواق حاليًا على محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة والذي قد يقدم دلائل حول سياسات الفائدة الأمريكية، إلى جانب تقرير نفقات الاستهلاك الأمريكي يوم الجمعة، حيث تلعب هذه البيانات دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاهات الأسواق، بما في ذلك الطلب على الذهب كملاذ آمن أو تفضيل الاستثمارات عالية العائد.

الذهب كأداة للتحوط المالي

على الرغم من التراجع الأخير، يبقى الذهب من بين الأصول المالية الأكثر جاذبية خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، حيث يُعتبر وسيلة ممتازة للحفاظ على قيمة الأموال وتقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسواق، وهذا يعزز التوقعات الإيجابية لأسعار الذهب على المدى الطويل مع استمرار حالة الترقب وعدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي.