«هبوط مفاجئ» الذهب يتراجع دون مستوى 3300 دولار ويثير قلق المستثمرين

يشهد سعر الذهب حاليًا ضغوطًا حادة، حيث لم يتمكن من المحافظة على مستوى الدعم الأساسي البالغ 3,300 دولار للأونصة، يأتي ذلك مع إصدار بيانات قطاع التصنيع الأمريكي التي أظهرت أداءً أفضل من المتوقع، ورغم استمراره في حالة الانكماش، تُسلط هذه البيانات الضوء على ديناميكيات السوق وأثرها المباشر على الذهب، مما يعكس تباينًا واضحًا في الأداء المرتبط بالمعادن الثمينة والتوجهات الاقتصادية العالمية.

تأثير التصنيع الأمريكي على سعر الذهب

كشفت البيانات التجارية الأخيرة التي أعلنتها وزارة التجارة الأمريكية عن انخفاض في طلبيات السلع المعمرة بمقدار 6.3% خلال الشهر الماضي، وذلك عقب تسجيل زيادة بنسبة 7.5% في شهر مارس، جاءت هذه النتائج متفوقة على توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى انخفاض نسبته 7.6%، حيث ارتفعت السلع الأساسية، باستثناء قطاع النقل، بنسبة 0.2% بدلاً من التراجع المتوقع بنسبة 0.1%، مما يؤكد على وجود بعض النقاط الإيجابية في أداء التصنيع، والتي تؤثر بدورها على الطلب على الذهب وتساهم في تقلب أسعاره.

انخفاض السلع الرأسمالية وعلاقته بالذهب

شهدت السلع الرأسمالية التي تستثني تصنيع الطائرات تراجعًا بنسبة 1.3%، مقارنة بزيادة بلغت 0.3% في مارس، وهو ما جاء أيضًا أقل من توقعات السوق بكثير التي قدرت التراجع بنسبة 0.1% فقط، يلعب هذا الانخفاض دورًا محوريًا في تقليل قوة الشراء والاستثمار في السلع الفاخرة والمعادن الثمينة كالذهب بسبب التذبذب الذي تخلقه هذه المؤشرات في الأسواق، مما يجعل الذهب أقرب للتحركات النزولية على صعيد الأسعار.

أداء الذهب ووضع السوق الحالي

بالرغم من البيانات الاقتصادية المتباينة، لم يشهد سوق الذهب تفاعلًا يُذكر مع هذه الإحصائيات، حيث تشير التحليلات إلى أن رفع المخاوف بشأن حدوث تباطؤ اقتصادي شديد قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن في الغالب، في آخر المعاملات الفورية، سجّلت أسعار الذهب 3292.40 دولار أمريكي للأوقية بانخفاض ملحوظ بنسبة 1.46% مقارنة مع اليوم السابق، الأمر الذي يعكس تفوق قوى العرض والطلب على عوامل التأثير الأخرى.

عوامل مؤثرة في الطلب على الذهب

• تحسن الأداء الصناعي مقارنة بالتوقعات؛ حيث يعزز من الطلب على مواد أخرى كالسلع الرئيسية.
• تراجع الإنفاق الرأسمالي داخل القطاعات الرئيسية المؤثرة بشكل مباشر على مستويات الاستهلاك.
• زيادة التوقعات حول معدلات النمو الاقتصادي والبعد عن السيناريوهات الأكثر تشاؤمًا بشأن الركود.

أسعار الذهب والبيانات الاقتصادية

تشير المعطيات الحديثة إلى صعوبة التنبؤ بحركة أسعار الذهب مع تقلب البيانات الاقتصادية على مستوى عالمي، إذ أن تجاوز التوقعات الإيجابية المتعلقة بأداء القطاعات الصناعية، مثل السلع الأساسية والرأسمالية، يضعف مكانة الذهب بشكل أساسي في التداول اليومي، فضلاً عن كونه ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، من الجدير بالذكر أن المزيد من الاهتمام بتحليل المؤشرات الكبرى سيكون ضروريًا لتوقع ديناميات الذهب المتغيرة بدقة أكبر.