ديالى تستعيد عافيتها مع قرارات السوداني التاريخية لإحياء القطاع الزراعي

تعتمد محافظة ديالى بشكل كبير على القطاع الزراعي كركيزة اقتصادية رئيسية، حيث يشكل هذا القطاع مصدر عيش لنسبة كبيرة من سكان المحافظة، وبرغم ذلك، يواجه المزارعون تحديات متفاقمة تعيق تطور الإنتاج الزراعي وتضعف دور الزراعة في تنشيط اقتصاد المحافظة، وجاءت توجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مؤخرًا كخطوة محورية تهدف إلى معالجة الملفات الزراعية الشائكة وتحقيق نقلة نوعية في القطاع الزراعي.

القطاع الزراعي في ديالى وأهميته الاقتصادية

يتميّز القطاع الزراعي في ديالى بأهمية استراتيجية، حيث يعتمد أكثر من نصف سكان المحافظة على الزراعة كمصدر أساسي للدخل والمعيشة، فضلًا عن أن الزراعة توفر أكثر من 50% من فرص العمل في السوق المحلي، تتمتع ديالى بموارد طبيعية غنية تشمل أراضي خصبة ومصادر مائية داعمة للإنتاج الزراعي، إلّا أن هذه المقومات تعاني من الإهمال وضعف التخطيط، مما أدى إلى تراجع الكفاءة الإنتاجية للمزارعين وتأثير مباشر على النمو الاقتصادي.

توجيهات رئيس الوزراء لمعالجة تحديات الزراعة

في خطوة وصفت بالواعدة، وجّه رئيس الوزراء العراقي بتشكيل لجنة عليا تتولى معالجة ستة ملفات حاسمة تتعلق بالقطاع الزراعي في ديالى، أهم هذه الملفات يشمل تسويق محصول الحنطة لمناطق المادة 140، وإزالة المعوقات أمام الأراضي المزروعة خارج الخطط الزراعية، كما تضمنت التوجيهات تحسين نقل الأسمدة بين المناطق وتوفير كمياتها بشكل منتظم، بجانب دعم المزارعين للتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الشبكة الكهربائية التقليدية، فضلًا عن تقديم قروض مالية لإحياء الأراضي الزراعية المتضررة خاصة في المناطق المحررة.

دور الزراعة في إحياء المناطق المحررة

تعد المناطق المحررة في ديالى من أكثر المناطق التي تحتاج إلى دعم زراعي مستدام، إذ لا تزال معاناة المزارعين في هذه المناطق من غياب الخدمات التمويلية والتسويقية تشكل تحديًا كبيرًا، وشمل توجيه السوداني تخصيص قروض مالية لمساعدة المزارعين في إعادة تأهيل أراضيهم وإحياء النشاط الزراعي المتوقف، حيث يأمل المزارعون في أن تكون هذه الخطوة فاتحة أمل نحو استقرار زراعي واقتصادي يعزز التنمية في المناطق التي تعرضت لأضرار طويلة الأمد نتيجة الأوضاع الأمنية.

خطوات حكومية مشجعة لتحقيق التنمية الزراعية

أكد رئيس مجلس محافظة ديالى، عمر الكروي، أن التوجيه الجديد لرئيس الوزراء يمثل نقطة تحول تاريخية ستنعكس إيجابًا على قطاع الزراعة في المحافظة، عبر ضمان تسويق محصول الحنطة بشكل عادل شاملاً جميع المناطق، وتشجيع المزارعين على استخدام حلول صديقة للبيئة لدعم الإنتاج، كما تسعى اللجنة العليا التي تم تشكيلها إلى تقنين عملية التخطيط الزراعي وحل التحديات المتراكمة التي تعيق تطور القطاع منذ سنوات، مع التركيز على توفير كافة مستلزمات الزراعة بأسعار تنافسية تسهم في زيادة طاقة الإنتاج المحلي.

التحديات التي تواجه الزراعة في ديالى

يعاني القطاع الزراعي في ديالى منذ سنوات من مشكلات عديدة مثل تقليص المساحات المزروعة، وشح الدعم الحكومي للمزارعين، وتقييد تسويق المحاصيل الزراعية، وعدم كفاية البنية التحتية المائية، بالإضافة إلى غياب الخطط الاستراتيجية لتطوير القطاع وجعله أكثر استدامة، وتأمل الجهات المعنية أن تساهم التوجيهات الجديدة في التغلب على هذه المشكلات بشكل تدريجي وتحقيق انتعاش حقيقي للزراعة في ديالى يعزز الأمن الغذائي ويجذب الاستثمارات الزراعية.