«صعود الدولار» أسعار الذهب تهبط عالميًا وسط قوة العملة الأمريكية

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا حادًا بنسبة تفوق 1% اليوم، وقد أثّر تغير اتجاه الدولار الأمريكي على أداء المعدن الثمين ليواصل رحلة التراجع، يأتي ذلك وسط تحركات اقتصادية ملحوظة عقب تعديل موقف الرئيس الأمريكي تجاه العلاقة التجارية مع الاتحاد الأوروبي، مما أثر على الذهب الذي يُعتبر أحد أبرز الملاذات الآمنة.

انخفاض الأسعار الفورية والعقود الآجلة للذهب

تعرضت الأسعار الفورية للذهب لانخفاض بنسبة 1.6%، لتصل قيمتها إلى 3,289.93 دولارًا للأوقية، في حين سجلت العقود الآجلة تراجعًا بنسبة 2.3% وصولًا إلى 3,287.80 دولارًا، وقد انعكست هذه التغيرات بسبب التوترات المتناقصة الناتجة عن تعديل الرئيس الأمريكي خطته لفرض تعريفات جمركية كان مقررًا تنفيذها على الاتحاد الأوروبي، حيث تم تأجيل الموعد المحدد للمحادثات التجارية إلى 9 يوليو؛ دفعت هذه التغيرات السوق نحو حالة من الترقب.

مؤشر الدولار وتأثيره على أسعار الذهب

سجل مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة أمام سلة من العملات الرئيسية، ارتفاعًا بنسبة 0.3%، وهذا ما جعل الذهب المُسعر بالدولار أقل قدرة على جذب المشترين الدوليين، فكلما زاد سعر الدولار أصبح الحصول على الذهب مكلفًا بين أيدي الأسواق الأجنبية، مما أضعف الطلب عليه بشكل كبير، وعكس هذا الارتفاع أثر الضغوط الفنية أيضًا الموجهة نحو خام الذهب.

الإقبال على الأصول الآمنة وتأثير السياسة التجارية

كشف أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع لدى ساكسو بنك، أن ضعف الطلب على الذهب كان ناتجًا عن تقلص حاجة المستثمرين إلى الأصول الآمنة، وذلك مع ارتفاع الأسهم بدعم الموقف التجاري الأكثر انفتاحًا من جانب الولايات المتحدة تجاه الاتحاد الأوروبي، حيث أضاف أن التحديات التجارية الحادة بين الطرفين أصبحت أقل وطأة، مما انعكس على خطوط الاستثمار والتداول اليومية في سوق الذهب العالمي.

دور الفيدرالي الأمريكي وبيانات الاقتصاد

ينتظر المتداولون خطابات أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع حيث تسلط الأضواء على بيانات التضخم في الولايات المتحدة، وتحديدًا مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي الذي يصدر يوم الجمعة، فخفض أسعار الفائدة يزيد من جاذبية السبائك التي لا تحتوي على العائد، وقد توقع المستثمرون بالفعل خفضًا بمقدار 47 نقطة أساس بحلول نهاية العام الجاري؛ شكّلت هذه المؤشرات دافعًا رئيسيًا يُحدّد حجم استثمارات المعدن الأصفر.

تحركات المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر الهبوط على الذهب فحسب، فقد شهدت المعادن النفيسة الأخرى انخفاضات موازية في السوق العالمية، فتراجع سعر الفضة الفوري بنسبة 1.4% إلى مستوى 32.88 دولارًا للأونصة، وهبطت قيمة البلاتين بنسبة 1.1% ليصل إلى 1,073.22 دولارًا، بينما فقد البلاديوم 1.3% من قيمته ليبلغ 974.50 دولارًا، ما يعكس حالة من التذبذب في سوق المعادن الثمينة في ظل اضطرابات كبيرة في المشهد المالي العالمي.