هبوط حاد في أسعار الذهب عالميًا بفعل قوة الدولار المتزايدة

تراجعت أسعار الذهب اليوم بشكل ملحوظ، حيث سجلت انخفاضًا تجاوز 1% وسط تقلبات عالمية متزايدة، يأتي هذا التراجع في الوقت الذي شهدت فيه الأسواق تغييرات في موقف الولايات المتحدة التجاري تجاه الاتحاد الأوروبي، كما تأثر الذهب الفوري والعقود الآجلة بشكل واضح نتيجة لتراجع الطلب على هذا الأصل الآمن، بينما شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا، مما زاد من صعوبة الوضع بالنسبة لأسعار الذهب.

تراجع أسعار الذهب وتأثير العوامل التجارية

شهدت الأسواق تراجعًا في سعر الذهب الفوري بنسبة 1.6% ليصل إلى 3,289.93 دولارًا للأوقية، في حين انخفضت العقود الآجلة بنسبة 2.3% لتصل إلى 3,287.80 دولارًا، يعزى هذا الانخفاض إلى التراجع في الموقف التجاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الاتحاد الأوروبي، حيث تم تحديد موعد جديد للمفاوضات التجارية بعدما تم التراجع عن فرض تعريفات جمركية جديدة، مما خفف من قلق الأسواق وعزز اتجاه المستثمرين نحو أسواق الأسهم بدلاً من الذهب.

التغيرات في مؤشرات الدولار الأمريكي وتأثيرها على الذهب

على الرغم من أن الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار، إلا أن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% جعل الذهب المسعر بالدولار أقل جاذبية للمشترين الأجانب، ويعزز ذلك من ضغوط التراجع على أسعار الذهب، عادة ما يؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة الذهب على المستثمرين الدوليين، مما يؤدي إلى تراجع الطلب على المعدن النفيس.

تأثير توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي على سوق الذهب

يراقب المستثمرون والتجار بيانات التضخم الأمريكي وخطابات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمعرفة السياسات النقدية المستقبلية، سيما أن توقعات السوق تشير إلى خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، انخفاض أسعار الفائدة يعزز من جاذبية الذهب كأصل آمن وغير تاب للقيم الربحية المعتادة، ومع ذلك فقد أضاف الخبراء أن الذهب قد وصل إلى ذروة أعلى مستوياته، مما قد يجعل فرص ارتفاعه في المستقبل القريب ضعيفة.

تحركات المعادن النفيسة الأخرى

شهدت الأسواق أيضًا تحركات مشابهة في أسعار المعادن النفيسة الأخرى، حيث انخفضت أسعار الفضة الفورية بنسبة 1.4% لتصل إلى 32.88 دولارًا للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 1.1% ليصل إلى 1,073.22 دولارًا، كما شهد البلاديوم انخفاضًا بنسبة 1.3% ليسجل 974.50 دولارًا؛ توضح هذه التراجعات أن التقلبات الاقتصادية العالمية وتأثيرات الطلب العام تلعب دورًا قويًا في تشكيل اتجاهات السوق.

توقعات مستقبلية حول أسعار الذهب

وفقًا لتحليلات الخبراء، ورغم التراجعات التي شهدتها الفترة الأخيرة، فإن حالة عدم اليقين المستمرة تدفع الأسواق إلى الاحتفاظ بالذهب كخيار احتياطي، ومن المرجح أن يستمر الاستقرار النسبي لأسعار الذهب مدعومًا بالسياسات المتغيرة عالميًا، على المدى القصير لا يتوقع حدوث ارتفاعات كبيرة ولكنه سيظل في نطاق ثابت إلى حد كبير.