«قفزة مرتقبة» الذهب هل يصل إلى 3500 دولار خلال 3 أشهر

تشهد أسواق الذهب توقعات متزايدة حول ارتفاع سعر الأونصة ليصل إلى مستوى 3500 دولار في المدى القريب، وذلك استناداً إلى تقارير من سيتي بنك التي أوضحت أن ارتفاع الرسوم الجمركية والأوضاع الجيوسياسية المتوترة تعزز من الطلب على المعدن النفيس، الذي يعتبر أحد أبرز الملاذات الآمنة للمستثمرين حول العالم، حيث تشير التوقعات إلى تذبذب السعر ما بين 3100 و3500 دولار خلال الفترة القادمة.

توقعات سيتي بنك بشأن أسعار الذهب

بحسب تقرير سيتي بنك، فإن الاتجاه الحالي لحيازة الذهب يتجه نحو تسجيل مستويات غير مسبوقة منذ خمسين عاماً، حيث وصل حجم الاستثمارات في الذهب إلى نسب قياسية، مما يعكس الاعتماد المتزايد على هذا المعدن كعنصر أساسي في توفير الأمان المالي، ومن اللافت أن الإنفاق العالمي على الذهب يشكل حالياً 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو ما يعادل أعلى معدل إنفاق على الذهب في العقود الخمسة الأخيرة، ما يعكس تزايد الثقة بهذا المعدن الأصفر كاستثمار طويل الأجل.

أسباب ارتفاع الذهب عالمياً

يعُزى سبب النمو في أسعار الذهب إلى عوامل عدة، منها التوتر الجيوسياسي العالمي وارتفاع الطلب الاستثماري عليه كبديل آمن، بالإضافة إلى الضغوط التضخمية التي عززت من الإقبال على الذهب كوسيلة لمواجهة انخفاض قيمة العملات، فضلاً عن عدم الاستقرار المالي في بعض الأسواق والذي يشكل محفزاً أكبر لشراء الذهب كأصل يوفر حماية ضد التقلبات، وتترجم هذه العوامل جميعها في نشاط قوي للأسواق العالمية ما يمنح المزيد من القوة لدعم قيمة الذهب.

تحليل أسعار الذهب في الأسواق العالمية

في سياق متصل، انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية مؤخراً بنسبة 0.5% لتسجل 3325.99 دولار للأونصة، وفقاً لبيانات التداول عند توقيت 05:37 بتوقيت جرينتش، وتزامن ذلك مع إغلاق الأسواق الأمريكية والبريطانية بسبب العطلات الرسمية، كما شهدت العقود الآجلة للذهب تراجعاً بنسبة 1.2% لتسجل 3325.70 دولار للأونصة، هذه التغيرات تعكس تأثير الأحداث العالمية على أسعار المعدن النفيس.

التحديات المستقبلية لأسعار الذهب

رغم أن التقارير تشير إلى احتمالية استقرار أسعار الذهب خلال النصف الثاني من عام 2025، إلا أن هناك عوامل قد تضغط على أداء الذهب في الآونة المقبلة، من بين هذه العوامل تعافي النمو الاقتصادي العالمي، وتراجع المخاطر التي تواجه الأسواق المالية، وهو ما قد يؤدي إلى تقليص جاذبية الذهب كأصل استثماري، أو يحد من اندفاع المستثمرين نحو هذا الملاذ الآمن، ورغم ذلك تبقى الأسعار الحالية تعكس توازناً بين العرض والطلب في السوق العالمية.

من المتوقع أن يستمر الذهب كأحد المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمي نظراً لدوره البارز في توفير الحماية خلال الأزمات، ويبقى هذا المعدن ملاذاً آمناً لكثير من المستثمرين الراغبين في مواجهة المتغيرات الاقتصادية.