«صعود الدولار» الذهب تحت ضغط محادثات أمريكية أوروبية وأسواق عالمية

شهد سعر الذهب انخفاضات ملحوظة مؤخرًا ليتراجع عن مستوى 3300 دولار أمريكي، يأتي هذا التراجع تحت تأثير زيادة الإقبال على المخاطرة وارتفاع الدولار الأمريكي، وهما عاملان ساعدا على كبح محاولات الذهب للصعود، وقد أثّرت الظروف الاقتصادية الحالية والتقلبات في الأسواق المالية بشكل مباشر على أداء المعدن النفيس.

تحليل أسعار الذهب وتوقعات المستويات المقبلة

يتعرض سعر الذهب في هذه الآونة لبعض الضغوط السلبية نتيجة الأداء المتفاوت للدولار الأمريكي، إذ على الرغم من انخفاض قيمته لفترة طويلة سابقًا، فإنه يظهر إشارات على التعافي مجددًا، هذا التعافي قد يكون على حساب الذهب، حيث تشكل المزيد من المؤشرات الإيجابية بشأن محادثات التجارة احتمالاً لإرباك توجه المعدن الأصفر للصعود إلى مستوياته المرتفعة المتوقعة، وفي حين أن السوق يبدو متقلبًا، فإن عوامل الدعم والمقاومة توفر إشارات واضحة يمكن الاستناد إليها لتوقع حركة الأسعار.

مستويات الدعم والمقاومة لسعر الذهب

تتحدد توقعات سعر الذهب بناءً على مجموعة من المستويات الفنية المحورية، نذكر منها نقاط الارتكاز اليومية عند 3,341 دولارًا كأول مستوى يجب مراقبته، أما إذا تمكن الذهب من تجاوز هذه المقاومة، فقد يواجه مستوى مقاومة R1 عند 3,359 دولارًا، وإذا استمر في الصعود، فسوف يصل إلى المقاومة R2 عند 3,374 دولارًا، مما يفتح الباب لتحقيق مكاسب إضافية قد تصل إلى 3,400 دولار أمريكي أو ربما إلى مستوى 3,440 دولار، وهو مستوى شهد ارتفاعاته في وقت سابق في مايو.
أما على الجانب الهبوطي، فإن كسر مستوى الدعم عند 3,300 دولار يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التراجعات، حيث يُتوقع ظهور مستويات دعم متوسطة عند 3,275 دولارًا، وإذا استمر التراجع بشكل أعمق، فإن أعلى مستوى سابق بلغه الذهب يوم 11 أبريل عند 3,245 دولارًا قد يصبح الدعم الأساسي الذي يعتمد عليه السعر لتحقيق توازن جديد.

تأثير الأحداث الاقتصادية العالمية على سعر الذهب

أحد العوامل المؤثرة في أداء الذهب هو تمديد الرئيس الأمريكي السابق ترامب الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية كبيرة على الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو، هذا القرار قد يؤثر على الأسواق المالية العالمية، مما قد يؤدي إلى تغير الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، ومع التوقعات الإيجابية بشأن محادثات التجارة بين القوى العالمية الكبرى، فإن أي اتفاقات قد تُعزز توجه المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية، وعلى الرغم من ذلك، فإن الذهب يظل خيارًا آمنًا في حال تصاعد أي توترات جيوسياسية أو اقتصادية.

أهمية مراقبة الأسواق بالنسبة للمستثمرين

بالنظر إلى التغيرات اليومية في سعر الذهب، يجب على المستثمرين متابعة المستويات الفنية وتنويع استراتيجياتهم بما يتلاءم مع التقلب اليومي للأسواق، فيظل الذهب الأصل الذي يعكس تقلبات الأسواق وظروف الاقتصاد العالمي، ولذلك فإن المستثمرين بحاجة إلى اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على المعطيات والبيانات الحديثة لضمان تقليل المخاطر وزيادة فرص المكاسب من استثماراتهم في المعدن النفيس.